ضرورة اهتمام الفتاة بدراستها

0 490

السؤال

أنا طالبة في الكلية، ومشكلتي أني لا أهتم بالدرسة، وهذا يؤثر على علاقتي مع العائلة، فأهلي دائما يفضلون أختي وهي أكبر مني سنا بالرغم من أني أقوم بجميع الواجبات المنزلية، ويصيبني الكثير من التعب، وأهتم بجميع أفراد العائلة، وأختي عكسي تماما فهي لا تهتم إلا بنفسها ودراستها فقط، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل. بخصوص عدم اهتمامك بدراستك، وتأثير ذلك على علاقة أهلك بك، فأقول لك:

أولا: يجب عليك يا ابنتي أن تكتشفي أنت بنفسك أسباب كراهيتك للدراسة، هل من الوقت، أي وقت المذاكرة غير مناسب أم انشغالك بأمور أخرى يجب قضاؤها في هذا الوقت؟ أم تفكيرك الطويل في مسائل، كالزواج مثلا؟ وإذا توصلت لشيء فعليك بالعلاج.

ثانيا: لم تضعي حتميات الدراسة أمامك، لا سيما في عصرنا هذا، ومن هذه الحتميات:

1- أن المجتمع كله صار اليوم متعلما، وله شهادات عليا، وفاقد التعليم يصعب عليه العيش في وسط جيله.

2- الدراسة أداء للواجب الذي فرغك له والديك، وتقصيرك في هذا الواجب يجلب عليك المساءلة حتى من الله تعالى.

3- حب والديك وبرهم يستوجب عليك اللجوء للدراسة، حتى تطيعيهم وتلبي لهم رغباتهم.

4- طموحات الفرد في الحياة لا تتأتى إلا بالنجاح في منهجه، سواء كان منهج عمل أو دراسة، أو نحو ذلك.

ابنتي، عدم الرغبة الذي تشكين منه هو شيء وهمي نفسي، وإن استجبت لذلك، فتكوني قد انهزمت أمام نفسك، فعليك من الآن أن تنفضي غبار الكسل عنك، وتبدئي بجد وعزيمة كاملة حياتك الدراسية، وتذكري أنك كمسلمة عليك عبأ ثقيل، وواجب عظيم تجاه أمتك ودينك من خلال التعليم، فالأمم الأخرى تملكت زمام الحضارة وقيادة الأمم لا بقوتها إنما بعلمها الذي حققت به قوة السلاح وقوة الاقتصاد وقوة السياسة، وصارت رائدة، وصرنا نحن خلفها ننتظر فتاتها من الصناعة والعلم، وهنا تأتي وتقولين لي أنا لا رغبة لي في العلم، ما هذا؟!

أرى أن واجب الدين عليك يستوجب أن تقومي فورا، وتبدئي حياة جديدة لا للنجاح، فالنجاح صار لا يساوي شيئا في عالم اليوم إنما بالتفوق على الناحجين، وأنا على يقين أنك ستوفقين إن شاء الله، فهيا ابدئي من اليوم قبل غد، وتوكلي على الله ولا تعجزي، واستعيني بصلاتك ودعائك وصبرك.

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات