موقف الفتاة عندما تخطئ مع الشباب

0 515

السؤال

السلام عليكم

أنا شابة في بداية الـ 20، تعرفت على شاب قبل 3 سنوات كزميل وأخ وكنت أشكو له كل همومي ومشاكلي، ولكني لاحظت بأن علاقتنا ليست كإخوة بل أكثر؛ فقررت أن أبتعد عنه، وتبت، ولكني لم أستطع نسيانه، وعندما أتذكره أتصل به برقم مخفي دون أن يعرف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فهنيئا لك بالتوبة، وشكرا لك على قرار الابتعاد عندما شعرت بخطورة تلك العلاقة، وهكذا المسلمة سريعة الأوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تتوجهي لله الذي أعانك على الخير أن يثبتك على طريق الخير، وأن يصرف عنك خواطر الشر؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

وتذكري أن الشيطان يحزن لتوبتنا ورجوعنا إلى الله ولذلك فهو يكرر المحاولات ويأخذ الإنسان خطوة بعد خطوة ويزين العمل القبيح ليخدع به الإنسان، ولذا أرجو أن توقفي الاتصالات فورا، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، واشغلي نفسك بالطاعات فإن الذي لا يشغل نفسه بالخير والطاعة تشغله نفسه بالمعاصي.

والذي يظهر من حال الشاب أنه لا يبادلك المشاعر وإلا فلماذ لم يسأل عنك؟ ولم يبحث عن أهلك ليجعل تلك العلاقة تحت سمع الناس وبصرهم كما أرادت هذه الشريعة العظيمة التي تصون الأعراض وتنظم العلاقات بين الذكور والبنات؟ والإنسان لا ينتفع من ود يجيء تكلفا ومجاملة، وأرجو أن تجدي من أرحامك أو والدتك وأخواتك من يخفف عليك من صعوبات الحياة، مع ضرورة أن نوقن أن هموم الدنيا لا تنتهي، وسعادة الإنسان أن يكون همه لله وعندها سوف يكفيه الله بقدرته شر ما أهمه ويغفر له ذنبه، فاشغلي نفسك بذكر الله والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والزمي الاستغفار وعليك بتلاوة القرآن ومجالسة الصالحات.

واعلمي أن المؤمن يراقب الله في سره وجهره، وقد يخفي الرقم على الشاب وعلى الناس ولكن الله لا تخفى عليه خافية، ولذلك فهو أحق أن نخاف منه ونحرص على طاعته.

وأرجو أن تحفظي نفسك، وتغضي بصرك؛ فإن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان وتوسع في العلاقات مع الجنس الآخر فسوف يعيش في حسرات وندامة.

كل الحوداث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا تر

يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

ونحن دائما ندفع ثمن مخالفتنا لأمر الله:(( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63] وسوف يعينك الله على نسيان تلك الذكريات إذا علم منك صدق التوبة والرجوع إليه سبحانه.

وأسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات