ما معنى العلمانية والعولمة؟

0 788

السؤال

السلام عليكم.

أرجو إجابتي عن بعض الأسئلة التي أسمع بها لكني لا أعرفها، والتي منها:
1- ما معنى العولمة؟
2- ما معنى العلمانية؟ وكيف تكون مواجهتها؟ مع إرفاقهما بأمثلة.
3- ما هي مصادر الثقافة الإسلامية؟ وكيف يكون التناغم في المجتمع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته      وبعد،،،

بداية: أسأل الله جل وعلا أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، آمين.

أخي الفاضل إبراهيم: إليك نبذة مختصرة عن المصطلحات الواردة في رسالتك:

1- معنى العولمة: العولمة عرفها العلماء بعدة تعريفات، منها:

1- هي نمط سياسي اقتصادي ثقافي لنموذج غربي متطور، خرجت تجربته عن حدوده لعولمة الآخر، بهدف تحقيق أهداف وغايات فرضها التطور المعاصر.

2- وقيل: هي ظاهرة قادمة من الغرب، من مجتمعات متقدمة حضاريا، متجهة إلى مجتمعات نامية ومتخلفة، والتعامل معها بنجاح يتطلب بناء الذات والارتقاء بها في المجالات المختلفة، حتى يكون التعامل مع تلك الظاهرة إيجابيا، وتتمثل العولمة في مجموعة من التوجهات ذات البعد المستقبلي، وتدور حول قضايا، مثل: الديمقراطية، واقتصاد السوق الحر .. إلخ.

ويرى منظروها ومؤيدوها أنها إيجابية على العموم، إلا أن آخرين يرون فيها مخاطر أساسية عديدة، حيث تثير المسألة عددا من الأسئلة الصعبة التي تنتظر الإجابة، مثل: هل ستؤدي العولمة إلى تحطيم الحدود بين الأقطار، وإذابة الهوية؟ وهل سيسود الغرب المتقدم بنمطه الاقتصادي والرأسمالي، ويعولم الاقتصاد والثقافة، والوضع السياسي في العالم لحسابه، لعدم قدرة الدول النامية على مواكبة تطور العالم الأول، والتعامل معه نديا على كل المستويات؟ وهل بإمكان العرب تطوير أوضاعهم في المستقبل المنظور لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، للتعايش السلمي والإيجابي مع ظاهرة العولمة؟

إذن العولمة هي نظام يفرض النظام الغربي بكل أساليب حياته على الأنظمة الهشة والضعيفة، ويخضعها له، إلا إذا قاومت الأنظمة وغيرت من وضعها وسياستها، حتى تحافظ على نفسها وهويتها وعقيدتها وذاتها، وإلا ذابت في هذا المارد العملاق الذي لا يبقي ولا يذر.

ثانيا: معنى العلمانية: تعني هذه الكلمة: اللادينية، أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين، وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، ولقد نشأت في أوروبا، وعمت أقطار العالم بتأثير الاحتلال والتنصير والشيوعية.

ومن أفكارها ومعتقداتها ما يلي:

1- بعض العلمانيين ينكرون وجود الله أصلا.

2- وبعضهم يؤمنون بوجود الله، لكنهم يعتقدون بعدم وجود أي علاقة بين الله وبين حياة الإنسان.

3- فصل الدين عن السياسة، وإقامة الحياة على أساس مادي.

4- نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية، وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية.

وأما عن معتقدات العلمانية في العالم الإسلامي فهي:

1- الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة.

2- الزعم بأن الفقه الإسلامي مأخوذ من القانون الروماني.

3- الزعم بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة، ويدعو إلى التخلف.

4- الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي.

5- تشويه الحضارة الإسلامية.

6- إحياء الحضارات القديمة.

إلى غير ذلك من الأفكار والمعتقدات التي تتعارض مع الدين وتحاول القضاء عليه، والتي تكون مواجهتها بفهم الإسلام فهما صحيحا، وتحويله إلى واقع عملي يعيشه الناس، حتى يتمكنوا من التفريق بين الحق والباطل، والهدى والضلال.

ثالثا: مصادر الثقافة الإسلامية:

أساسا مصدر العلوم والأفكار والمعتقدات الإسلامية هما: القرآن والسنة، فهما المصدران المعصومان أساسا لدى المسلمين، ثم يعقبهما الإجماع وهو: اتفاق أهل الحل والعقد من علماء الإسلام، على حكم مسألة ما، وكذلك القياس وهو: عبارة عن قياس حكم جديد على حكم قديم منصوص عليه؛ لاتفاقهما في العلة.

ولقد أثمرت هذه الأصول كل ثقافة الإسلام في شتى نواحي الحياة، حتى أصبحت واقعا ملموسا أقام أمة رائدة ناهضة، استمرت حضاراتها قائدة للدنيا مئات السنين، حتى بدأ ضعف التمسك بهذه المصادر، فأدى ذلك إلى الانهيار الحضاري، ومن ثم الإزاحة عن قيادة الدنيا، والدخول في كهوف الجهل، والتخلف إلى يومنا هذا، ولم ولن يتسنى لنا العودة إلى الصدارة والقيادة مرة أخرى إلا بالعودة إلى تلك المصادر الربانية الأصيلة، فهل نحن فاعلون؟ نتمنى هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات