السؤال
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
السلام عليكم ورحمة الله.
منذ 9 سنوات تقريبا أعاني من مرض أعجز الأطباء! وقد ازداد في الآونة الأخيرة وهو: كلما اصطدمت ولو بشكل بسيط بكرسي أو مائدة أو شيء من هذا القبيل يظهر على مكان الصدمة بقعة لا تلبث أن تتورم، ثم بعد أيام تتعفن وتنفجر ماء وقيحا تاركة جرحا (حفرة)، ثم يبقى أثرها.
وفي الأيام الأخيرة أصبح جسمي يتأثر بكل صدمة مهما كانت بساطتها كإصبعي - مثلا- إذا وضعتها على أي مكان من الجسم: الذراع أو الساق أو الفخذ، أو حتى إذا جلست أو نمت على فراش به نتوء ولو نواة تمر، فعمت الجراح جسمي مع ألم فضيع.
الإجراءات الطبية: نتيجة كل التحاليل سليمة (دم، بول، أشعة متنوعة على الصدر وباسكانير) فتقول النتيجة بالفرنسية:
Syndrome interstitiel bilatéral avec aspect en verre dépoli pouvant correspondre à une sarcoïdose Au stad iib a confronter aux données cliniques
ملاحظة: هذا المرض قوي علي في الشتاء وضعيف في الصيف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سهيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الوصف الطويل المذكور لما تعانين منه لا يمكن حله من بعيد، ولكن يمكن التفكير والتوجيه لما يمكن عمله، فهناك أمراض معقدة يعجز الأطباء الفاحصون والمحللون والخبراء -وحتى في المراكز الضخمة- عن التدبير اللازم لها، وهذا لا يعني أن ما تعانين منه هو أحد هذه الأمراض، ولكن يبدو أنه ليس بسيطا، بل يحتاج متابعة عند أهل الاختصاص وعن قرب، إلى أن يحصل الاطمئنان إلى سلامته والخلاص منه.
آسف، فأنا لا أعرف اللغة الفرنسية، ولكني وجدت كلمة ساركويدوزيز، فإن كان ذلك هو التشخيص المقترح في التقرير السابق، فهذا مرض معروف، وهو مرض مزمن، وتجب فيه المراجعة مع الأخصائيين بإخلاص للوصول إلى التدبير المطلوب؛ لأنه مرض يصيب أجهزة البدن المختلفة، بما فيها الجلد والرئتين والعظام، ويجب عدم ترك الحالة بدون متابعة.
مما خطر على بالي أيضا هو التهاب الجلد التقيحي المماتي (أي يتموت فيه الجلد فيعطي الحفر التي ذكرتها) واسمه بالإنكليزية (بيوديرما غانغرينوزوم) لأنه يتظاهر كما تقولين بتقيحات وتعفنات تترك حفرا وتشوهات في مواضع شفائها أو تحسنها، وتصيب مواضع مختلفة من البدن، ويجب التأكد من عدم وجود إصابات جهازية أخرى خاصة في الجهاز الهضمي.
أستغرب قولك كل التحاليل سليمة والتقرير يذكر كلمة سيندروم، ويذكر كلمة ساركويدوزيز، ويذكر درجة إصابة Iib، وهذا كله لا يدل على أنها طبيعية، بل يدل على ضرورة المتابعة لوجود درجة للمرض.
نصيحتي هي اتخاذ الأسباب، وعدم إضاعة الوقت، والسعي من خلال الأخصائيين الثقات للوصول إلى تشخيص عن طريق الإجراءات التشخيصية المتاحة والمؤكدة، ثم اتخاذ تدابير العلاج وفق التشخيص؛ لأن هذا المرض أو هذه الأعراض وهذا التقرير، كلهم يعطون الدلالة على أنها إصابة متعددة الأجهزة وليس مرضا جلديا محضا، وبعد فعل ذلك وقبله يجب التوكل على الله دائما فهو المعافي والشافي (( وإذا مرضت فهو يشفين ))[الشعراء:80].
وبالله التوفيق.