السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أسأل بخصوص ابني؛ عنده مشكلة مص الإصبع، حاولت مرارا إيقاف هذه العادة، لكن لم أنجح، وهو الآن عنده سنتين، هل من الملل لأنه يعيش وحده دون أولاد أم من ماذا؟
ويكثر استعمال هذه العادة بكثرة عند النوم، وأنتظر منكم الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم محمد حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لكم في ولدكم، وأن يعينكم على تربيته، وأن يجعله من عباده الصالحين، آمين.
وأما بخصوص سؤالك عن عادة ولدك "مص الأصابع" فإليك ما يلي:
1- اعلمي أن مص الأصابع ظاهرة كثيرة الشيوع عند الأطفال، وتكاد تكون عملية سلوكية عادية، يقوم بها كل طفل تقريبا، مع تفاوت الأطفال فيما بينهم، باتباع هذه العادات التي يجدون فيها لذة وإشباعا لحاجتهم، وهي غالبا ما تكون دلالة على عدم الاستقرار، وتبقى هذه الظاهرة عادية في الطفولة المبكرة، لكنها إذا تجاوزت هذا الحد المألوف في هذه السن أو بعدها، تصبح حالة مرضية يجب النظر في علاجها .
2- أسبابها :
1- من الوجهة النفسية، تعتبر حالة عصبية غير معلنة، تنتج من جراء عدم استقرار الطفل الذي لا ينال التقدير الكافي من أهله غالبا.
2- إن هذه العادة تستعمل بقصد الاستغراق في أحلام اليقظة، ويعتبرها بعض العلماء مصاحبة لمظهر القلق عند الطفل.
3- إنها مؤشر على وجود حالة غير طبيعية لدى لطفل، يجب الاهتمام بها، وغالبا ما يلجأ إليها الطفل في حالة الحرمان، كتعرضهم للفطام الفجائي المبكر، أو نتيجة معاناة لمشاعر الإهمال في موقف الرضاعة، كعدم إرضاعه بالقدر الكافي له، أو لمشاعر التهديد، أو النبذ والإهمال، إلى أخر الأسباب.
3- وسائل العلاج:
1- وسائل العلاج بواسطة المنع بالقوة -والذي يبدو ولأول وهلة نجاحا- في الحقيقة ليس سوى خداع وسراب، فسرعان ما تظهر التوترات بأساليب تعبيرية أخرى، والوسيلة الناجعة هي الإرشاد النفسي.
2- توفير وسائل النشاط المختلفة للطفل، وإتاحة الفرصة له لممارستها .
3- خلق الأجواء النفسية المريحة، وغمر الطفل في بحر من الحنان والعطف .
4- كثرة الأنشطة الترويحية، وكل ما يدخل السرور إلى قلب الطفل .
5- شغل يد الطفل دائما بألعاب كبيرة الحجم، حتى لا يستطيع إدخالها في فمه بدل يده، ومراقبته دائما، والحيلولة دون مصه ليده بهدوء ولطف.
6- الدعاء له بصلاح الحال، والمعافاة من العيوب والآفات، وأن يكون من عباد الله الصالحين، وأوليائه المقربين.
7- عدم التوتر والإنكار بشدة إذا عاود وضع يده في فمه، وإنما أخذها بهدوء، وإعطاؤه بدلها لعبة من اللعب كما ذكرت .
8- لا تعتبر هذه الظاهرة في الوقت الحالي من الظواهر المرضية، ولذلك أفضل العلاج المنزلي بهدوء، وبدون توتر، وإن شاء الله سوف يقلع عنها، ما دام هناك توجيه بعطف وحنان، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق ولولدكم بالشفاء والصحة والعافية.