السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، مخطوبة من أحد الشباب المتدينين، ولكنه لا يعطيني من الحب والحنان ما يجعلني أسد ما بي من احتياج إلى الحنان، حيث إني حرمت من الحنان من والدي فهما قاسيان بعض الشيء، وفي نطاق عملي الجديد أحسست بالراحة والاطمئنان، وأحبني أصحاب العمل.
وفي البداية صاحب العمل يريد أن يزوجني من ابنه الأصغر فهو يعلم أني لا أريد خطيبي وأني سوف أتركه، ولكن المفاجأة أن صاحب العمل ترك لي بعد ذلك اختيارين، وهما: إما أن أتزوجه هو بعلم زوجته، وإما أن أتزوج ابنه، والسؤال هنا: هل أكون من الظالمين إذا تركت خطيبي؛ لأني لم أحبه، ولم أشعر تجاهه بأنه الشخص الذي سوف أكون سعيدة معه، ولأني أحببت شخصا غيره؟ وهل من الممكن أن أتزوج ابن صاحب العمل بعد العرض الذي عرضه علي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أرجو الله أن يهدينا وإياك إلى الحق والصواب.
ابنتي! إن أخطر ما تمر به الفتاة هي هذه المرحلة؛ لأنها مرحلة ممزوجة بالعاطفة، وتسيطر عليها حالة المراهقة، وينصرف الذهن إلى الجنس، ولذا فهي تتطلب دقة وتريثا وتفكيرا؛ لأنها إن حصل فيها ارتباط، فهو ارتباط أبدي، وأنك في هذه المرحلة لا تنظري إلا إلى ظاهر الفتى، أما ما بداخله من سلوك وأخلاق وتدين فلا تكتشفيه إلا بعد الارتباط، وإن لم يتطابق الظاهر مع الباطن ستكون المصيبة، فعليك بتحكيم عقلك قبل عاطفتك، ولهذا أقول لك: أنت في مرحلة اختيار، فعليك أن تختاري ما اختاره لك رسولك صلى الله عليه وسلم، وهو ذو الخلق والدين أولا، فإن تساووا في الخلق والدين، فيكون المرجح هو الجمال والمال والنسب، فاسألي نفسك: هل ابن صاحب العمل هذا في خلقه ودينه كخطيبك الأول، أم أنه ابن صاحب العمل فمالت نفسك إليه؟ وهذا سؤال يتطلب الدقة، فإن كان خطيبك الأول هو صاحب الخلق والدين، فأرى ألابديل له ولو تتركين عملك؛ لأن عملك هذا مؤقتا، أما زواجك فأبدي، وإن كان ابن صاحب العمل ذو خلق ودين أكثر من الخطيب الأول، فهنا يكون قد تحققت لك أهدافك، ولا شيء عليك إن تركت الخطيب الأول، فالقياس ابنتي هو الخلق والدين أولا وقبل كل شيء، أما زواج رب العمل فلا أحبذه لفارق السن، ثم لما يتوقع من مشاكل تعيشينها، ولا يغرك المال وزخرف الدنيا، وعليك بصلاة الاستخارة.
وفقك الله لما فيه الخير.