السؤال
أنا في 14 من عمري، وأعاني من حساسية في جسدي، حيث أحس بأن جسمي يأكلني لكي أهرش، وعندما أهرش تظهر هذه المنطقة التي هرشت فيها بارزة وحمراء تؤلمني، وعندما ذهبت إلى دكتور أمراض جلدية قال: إنها أورتيكاريا، أعطاني دواء لها، واحد في الصباح قبل الأكل واسمه: (Pharma)، والثاني في الليل قبل العشاء أو النوم واسمه: (Zyrtec)، ودهان عند اللزوم واسمه: (Cutivate)، ولكن دون جدوى، وما زالت الحساسية في جسدي، مع أنها عندي من شهر (7 - ـ10).
أرجو منكم سرعة الإجابة، مع ملاحظة أنني فعلت تحليل دم وبول، ألتمس منكم النصيحة، وأريد أن أعرف ماذا أفعل؟ وأي دواء آخذ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت العزيزة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
1- الشيء المهم الأول هو التشخيص، وهو -كما ذكرت- الأرتيكاريا أو يسمى بالعربي (الشرى).
2- والشيء المهم هو السبب، ولكن -للأسف- للشرى أكثر من سبب، أو قد يكون متعدد الأسباب، أي: تحسس لأكثر من مادة برابط بينهما أو بدون رابط.
3- والشيء المهم الثالث هو طبيعة الجسم وارتكاسه مع الأشياء التي تحيط به، وهذا ما لا يمكن التحكم به.
4- عند معرفة الأسباب فإن تجنبها كفيل بالتحسن، وعند عدم معرفة الأسباب فإن الضرورة تقتضي الاستمرار على المعالجة عند اللزوم أو بشكل دائم، وذلك حسب شدة الحساسية.
5- ليست هذه الحالة بالمرض الخطير، إلا إذا أصابت الأغشية المخاطية للطرق التنفسية وأحدثت تضيقا بسبب (توذمها) ومنع النفس.
6- غالبا ما يمكن السيطرة عليها بمضادات الهيستامين مثل الزيرتيك.
7- أحيانا تحتاج التدخل بالعلاج واستعمال الكورتيزون الفموي.
من العوامل المحرضة أو المثيرة للشرى:
A) ما يؤكل (وهناك قوائم للأطعمة المسموحة والتي تؤخذ بحذر، ثم الانتقال بينهما حسب التحمل)، حسب ما سنورده أدناه.
B) الأدوية (يجب التفكير بالأسباب الدوائية عند كل مريض يتناول واحدا أو أكثر من أي نوع من أنواع الأدوية حتى ولو كان بشكل عارض – وحتى ولو كان يبدو بسيطا - كمضاد الحموضة أو مسكن للصداع العارض كالباراستامول).
C) ما يستنشق (فكل ما يدخل الجسم عن طريق الأنف -خاصة الغبار وغبار الطلع وغبار المنازل والعطور وغيره- يعتبر متهما حتى تثبت براءته من إثارة الشرى).
D) ما يلامس الجلد، مثل الأدوية أو بعض النباتات كنبات (القريص)، أو الماء (شرى الماء)، أو الفرك أو الضغط (الشرى الفيزيائي)، أو الحرارة (شرى السخونة أو شرى الشمس).
E) الإنتانات على اختلاف مصادرها وإصاباتها، والتي قد تكون بدون أعراض (تحت سريرية).
F) الطفيليات المعوية.
G) أسباب نفسية.
H) أسباب مجهولة لا يمكن الوصول إلى معرفتها.
ما ينبغي فعله:
1- أهم شيء ينبغي فعله هو السعي لمعرفة السبب واجتنابه وأخذ مضادات الهيستامين عند اللزوم.
2- ينبغي مراقبة التوقيت والتوزع لمعرفة السبب.
3- ينبغي أخذ مضادات الهيستامين أو المشاركة بينها حسب الضرورة واللزوم، وهناك مضادات هيستامين حديثة أثرها سريع وفعلها مديد، وهي لا تسبب النعاس، ومثالها: الكلاريتين أو الزيرتيك أو التيلفاست، وعلى المريض اختيار ما يناسبه.
4- إجراء بعض التحاليل الطبية:
هناك بعض التحاليل مثل:
1-آي جي إي في الدم للدلالة على البنية الحرضية أو التحسسية.
2- وعدد الكريات البيضاء، وتدل على التقيح، والكريات الحامضة في الدم، وتدل على التحسس.
3- الطفيليات في البراز.
4- اختبارات التحسس: قد تحتاجين لإجراء اختبارات تحسس في الحالات التي تكون مزمنة ومزعجة وغير مستجيبة للعلاج.
وأما العلاج والتدابير:
1- إن علاج الشرى هو بالدرجة الأولى سببي أو وقائي، الشرى هو المرض السهل في التشخيص، الصعب في معرفة الأسباب، المختلف في استجابته للعلاج بين مرضى وآخرين حتى ولو أخذوا نفس العلاج.
2- ليس هناك قاعدة عامة تقول: إن المادة الفلانية أو الأكل الفلاني يسبب حساسية، ولكن يقال: على الأرجح، ويكثر أن يكون كذا وكذا من أسباب الحساسية.
3- ومعنى ذلك ألا نحرم أنفسنا من المأكولات دون أن نتبين ونتأكد ونتحقق بالتجربة، وألا يكون ذلك مصادفة، بل يجب أن نجربه ثلاث مرات قبل لصق التهمة به وإثبات أنه هو المسبب لهذه الحساسية.
4- وعلى العكس يجب أن نكون حذرين من المواد التي تسبب لنا الحساسية وألا نقول: نحن أبطال ولا يهمنا كلام الأطباء فهم يحرمون الناس من كل الطيبات، ونتناول ما يحلو لنا دون تدقيق وحرص وانتباه.
5- بالطبع فإن الامتناع عن المواد التي سببت لنا الحساسية سيؤدي إلى تحسن الحساسية بالتدريج إلى أن تنطرح المواد المتناولة، ولو استغرق ذلك أياما عديدة، ولا يظنن أحدنا أننا إذا امتنعنا عن البيض في الصباح -وهو السبب- فإن الحساسية ستختفي قبل أذان الظهر.
6- هناك بعض الأطعمة التي يتحملها الإنسان، ولكن نظرا لظرف طارئ في أجهزة جسمه لم يستطع تحملها في هذا الظرف الخاص، عندها تحدث له حساسية في هذه المرة فقط، ولو زال الظرف الطارئ لما أحدثت حساسية إن تناولها في مرات قادمة.
7- بشكل عام: المواد المحفوظة والمثلجة والمعلبة والمضاف لها مواد كيمياوية -سواء لتحسين رائحتها أو طعمها أو طول مدة حفظها- كل ذلك يعتبر متهما في إحداثه الحساسية إلى أن يثبت العكس.
8- مجموعة الأطعمة التي يغلب على الظن أنها لا تحدث الحساسية: (لحم البقر ولحم الغنم ولحم الدجاج، وزيت الذرة وزيت الزيتون وزيت عباد الشمس، الأرز، الليمون، الكريفون، الأناناس، الجزر، الكوسا، البطاطس، السبانخ، السكر، الملح، الخل، الماء، التفاح، التمر، العسل، الشاي الأحمر، القهوة).
9- مجموعة الأطعمة التي يغلب على الظن أنها تحدث الحساسية: (البيض، الأسماك، الكريم، الزبدة، الجبنة، الطحين، البسكويت، الطماطم، البرتقال، الفراولة، الموز، المربى، المعلبات، المكسرات، الفول، الفاصوليا، البزاليا، الشوكولاتة، الحلويات، الكولا، الفطر، المشروم).
10- المجموعتان السابقتان هما للاستئناس العام وليس اليقين، كما أن التجربة الشخصية هي الأساس كما تقدم، ويفضل أن نبدأ في أطعمة المجموعة الأولى ونمتنع عن أطعمة المجموعة الثانية لمدة أسبوعين، فإن كان الوضع مستقرا أدخلنا واحدا من أطعمة القائمة الثانية كل ثلاثة أيام ما لم يحدث التحسس، عندها يشتبه بالمادة التي أدخلناها، وهكذا.
ملاحظة هامة: قد يكون سبب هذه الاندفاعات هو بعض الأدوية، فإن كان هناك قصة دوائية عندها ينبغي تحليل البول وعيار البروتين المجمع خلال 24 ساعة، وذلك حتى ننفي احتمال إصابة الكلية بهذا الدواء الذي يثير الحساسية داخليا أو خارجيا.
ختاما: خط التصرف هو: التشخيص ومعرفة الأسباب وتجنبها، ثم مضادات الهيستامين إن لم يعرف السبب.
والله الموفق.