كيفية التعامل بين الزوجين خلال فترة العقد وقبل الزفاف.

1 744

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو أن يرد على طلب استشارتي د/ أحمد الفرجابي.

أنا شاب وفقني الله لعقد قراني على بنت من عائلة محافظة وجيران لنا، وتمت الأمور والحمد لله، نحن الآن في فترة ما قبل الزواج.

سؤالي: كيف أتعامل معها في هذه الأيام؟ وما هي المواضيع التي ترى أن نتحدث فيها؟ وهل هو صحيح أن نكلم بعضنا عن طريق الجوال كل يوم أكثر من ساعة؟ وهل من الصحيح طرح رأيي عليها خاصة في هذه الأيام؟ أم أنتظر إلى أن نتزوج ونناقش الأمور معا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، ونسأل الله أن يلهمكما السداد والرشاد، وأن ينفع بكما بلاده والعباد.

فإن خير البر عاجله، وأرجو أن لا تتأخر عن الدخول على أهلك، فإن الإمام أحمد رحمه الله توفيت زوجته فطلب أن يزوجوه وقال: فإني أكره أن أبيت ليلة وأنا أعزب، وتكررت هذه العبارة قبل الإمام على لسان بعض الصحابة كمعاذ بن جبل رضي الله عنه، وبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير .

ولا يخفى عليك أن الحديث قبل الدخول فيه كثير من المجاملات ولا تجد فيه المرأة راحتها وقد تتأثر برأي غيرها، كما أن أهل الفتاة دائما لا يحبون طول هذه المدة، ونحن ننصحك بتأجيل ما ليس بضروري إلى ما بعد الدخول وإذا كانت المرأة من الجيران فإنها تعرف عنك الكثير وأنت كذلك تعرف طبائعهم وعاداتهم وأحوالهم، وهذا سوف يعين – بحول الله وقوته – على مزيد من الانسجام والتوافق بينكما.

وأرجو أن تحتفظوا بخصوصية العلاقة بنيكما واجعلوا حياتكم قائمة على الأمانة وحفظ الأسرار واتفقا على حل كل المشاكل وراء الجدران في غاية الستر والكتمان، فإن انتشار السر مغضبة للزوج، وعون لشياطين الإنس على الإفساد، وليس من مصلحة الزوجين أن تكون حياتهما وأسرارهما على ألسنة الناس والإنسان يملك سره فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره.

وليس في المكالمات الطويلة بالجوال مصلحة تذكر بل فيها تضييع للأموال وربما إحراج للبنت وتسريب للأسرار، كما أن كثرة الكلام تحمل الإنسان على ذكر أشياء قد يندم منها مستقبلا، والإنسان لا يندم على سكوته لكنه قد يندم على كثرة الكلام .

وأرجو أن تتجنبوا فتح الملفات الخاصة والعلاقات السابقة، ولا بأس من الاستشارات القصيرة في الأمور الخاصة بترتيبات الزواج وتجهيز الأمتعة والتوقيت المناسب.

ولا شك أن مناقشة الأمور بعد الزواج فيه خير كثير إذا أدير الحوار بحكمة، وحرص كل منكما على عرض الأمور التي تعجبه وتلك التي قد تسبب له شيئا من الضيق، والعاقل يحرص على رسم الخطوط العريضة لحياته في الأيام الأولى لزواجه، ويبين لزوجته أن مكانتها ترتفع عنده بمقدار طاعتها لله ثم باحترامها لأهله وحرصها على رضاه وبشرها بأن ستجد بالإحسان إحسانا وإكراما .

كما أرجو أن أنبهكم إلى أن الشريعة العظيمة وضعت تدابير كثيرة لحماية الأعراض وسد الأبواب الموصلة إلى الخلاف والشقاق فرتبت على مجرد الخلوة بالمرأة بعد العقد كثير من الأحكام، ومن هنا فنحن نقول لك رغم أن هذه المرأة هي زوجتك إلا أنها لازالت تحت حماية وسلطان وليها ولن تخرج من سلطانه إلا بالدخول عليها بعد إعلان الدخول والاحتفاء به، وقد حدثت مشاكل كثيرة في هذه المرحلة وحصل نكران لما في الأرحام وتقاطع وتشاحن، وليس في التأخير خير فعجل بالدخول وناقش بعد ذلك ما شئت من الأمور، وأرجو أن يساعدك أولياء المرأة بالتخفيف من التكاليف، ولا تقصر أنت في إكرام زوجتك إذا كنت ميسور الحال.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات