الانطوائية والشعور بالكآبة وضعف التركيز وكيفية علاج ذلك!

0 315

السؤال

أنا طالبة في السنة الأخيرة من المدرسة، لاحظ زملائي في المدرسة تغيرات في تصرفاتي، أصبحت أكثر ميلا للعزلة والانطواء على الرغم من أني كنت من الاجتماعيين المحبوبين، تراجع مستواي الدراسي وأصبحت لا أستطيع التركيز في الدراسة أو في أي أمر آخر، في المدرسة أصبحت أشعر بالتعب بعد الحصة الثالثة وبدون بذل أي مجهود، وأنا لا أعاني من أي أمراض عضوية، لا أستطيع التركيز والانتباه مع المعلمات، وقد سبب ذلك لي الكثير من المشكلات الدراسية، وأصبحت ألقب بالنائمة، تنتابني أفكار سوداوية وتشاؤمية عن الحياة، وأصبحت أشعر بعدم الجدوى من حياتي وأن كل ما سأقوم به لا فائدة منه.

لقد كنت سابقا من الناس الإيجابيين المتفائلين الذين يحب الجميع هذه الصفة فيهم، أشعر أن كل من حولي بدأ يكره تصرفاتي، ولا ألومهم؛ فمن يحب منا العابس الكئيب دوما؟!! الجميع يظن أني أتدلل أو أن فترة المراهقة "لحست" عقلي، لكني حاولت مساعدة نفسي للعودة إلى طبيعتي السابقة ولم أستطع، شخصيتي تبدلت فأنا لا أستمتع بأي شيء حتى الأشياء التي كنت أحب أن أعملها أصبحت أكره القيام بها، أحيانا أشعر بأني غير مقبولة في المجتمع، كما أنني لا أستطيع الاندماج مع العالم حولي، وأشعر بالأسف على حالي.

تنتابني أحيانا نوبات بكاء هستيرية لا أعلم سببها تستمر لأكثر من ساعة، أحيانا تنتهي بأخذ دواء منوم من أدوية جدتي، فهي تساعدني على النوم براحة وتريحني من عناء التفكير والمحاولات الفاشلة للنوم، وكثيرا ما أعاني من الكوابيس في منامي.

أنا في السنة الأخيرة، أريد أن أبذل جهدي في المدرسة، ولكن مع هذه النفسية لا أستطيع عمل شيء، أفكر الآن بترك المدرسة على الرغم من أني من المتفوقات في الصف وتقديري جيد جدا، لكن المدرسة الآن تزيد من شعوري بالحزن والكآبة، أنا لا أعرف ما أفعل وأريد أن لا أذهب للمدرسة والبقاء في البيت لإكمال الدراسة في البيت فهل أفعل ذلك؟

أرجوكم ساعدوني فأنا لا أزال في مقتبل العمر وأمامي كم أكبر من الحياة لأعيشها، وأريد أن أبدأ بداية صحيحة حتى لا أعيش هكذا بقية العمر، أرجوكم ساعدوني في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت في مقتبل العمر، وأمامك سنوات وسنوات، نسأل الله تعالى أن تكون كلها تفوقا وسعادة وعامرة بطاعة الله.

في مثل عمرك لابد أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذه المتغيرات السلبية والانطوائية والشعور بالكآبة وضعف التركيز، هل هناك صعوبات في البيت؟ أم هناك صعوبات في المدرسة؟ أم أن الأمر يرجع إليك أولا وأخيرا؟

إذا كانت هنالك أي صعوبات في البيت أرجو العمل على معالجتها، واستشارة من تثقين فيه، أما إذا كانت هنالك صعوبات في المدرسة فيمكنك أن تلجئي إلى المعلمات أو الباحثة الاجتماعية أو حتى مديرة المدرسة.

أما إذا لم تكن هنالك أي صعوبات، فتعتبر حالتك هي حالة اكتئاب نفسي مرده بعض الاستعداد لذلك، والاكتئاب النفسي يعالج بالتفكير الإيجابي، وأن تنظري إلى نفسك بصورة أكثر حيوية وأكثر إيجابية، وأن تحاولي الجهد كله لطرد هذه الأفكار السلبية حول نفسك.

الأدوية المضادة للاكتئاب تعتبر أيضا مفيدة جدا في مثل هذه الحالة، وعليه سأنصح لك بأحد هذه الأدوية، والدواء الذي أراه مناسبا بالنسبة لك يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدئي في تناوله بمعدل نصف حبة أي 5 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة إلى 10مليجرام ليلا، وتسمري عليها لمدة شهر، وإذا لم يحدث أي تحسن فهنا يمكنك رفع الجرعة إلى 20 مليجرام في اليوم، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى 10 مليجرام وتستمري عليها لمدة شهرين ثم يمكنك التوقف عنها.

بالطبع وبالتأكيد لا ندعوك مطلقا لترك الدراسة والجلوس في البيت؛ فالإنسان حين يكون مكتئبا تقل طاقته النفسية وربما يتخذ بعض القرارات الخاطئة المستعجلة.

نود أن نحتم ونشد على يديك في أنه من الضروري جدا مواصلة الدراسة والإصرار على ذلك، مع التفكير الإيجابي وتناول الدواء، وسوف تجدين إن شاء الله أنك أصبحت أكثر انشراحا وقبولا للحياة، وسوف يتحسن لديك التركيز والاستيعاب الأكاديمي، وأرجو دائما أن تتذكري أنه توجد أمامك أيام طيبة وسعيدة بإذن الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات