المشاكل بين الزوجين بسبب ضعف القدرة المادية للزوج وكيفية التعامل مع الزوجة

0 571

السؤال

قصتي طويلة لكن تحملوني لعلي أجد عندكم الحل.
تزوجتها منذ 10سنوات، وعندي منها طفلان وفي الطريق واحد عمره 8 شهور، أنا أحبها وهي أعتقد كذلك، ولكن هناك مشاكل، منها كل ما ذهبنا السوق تختار أغلى الملابس، يعني تريدني أشتري البلوزة اللي سعرها 140، وأنا أقول لها لا أستطيع فظروفي المادية لا تسمح، وبعد شجار تشتري أبو 45 ريال، ودائما تقول: أخواتي والناس يشترون أشياء حلوة، وأنا... إلخ، وعلى هذا الحال 10 سنوات، ومرة اتصل أخوها وقال سأحول لك 2000 ريال أعطها أختي، خلها تلبس مثل أخواتها، زجرته وقلت: أنت تخرب حياتي الزوجية بهذا التدخل وأنا لا أسمح أنك تتدخل بحياتي.
وفي ذات يوم وأنا راجع من العمل أتفاجأ أن الحرمة مجهزة كل ملابسها وملابس الأطفال بالشناط، وتقول: اذهب بي لأهلي، أنا لا أحتمل الجلوس عندك (طلقني)، وأنا أحاول أهدئها، لكن لا فائدة، وتقول أتعبتني أنا أحاول أسعدك وأنت تغضب لأتفه الأسباب، خلاص تعبت، وتقول: إن إخواني رومانسيين مع زوجاتهم وأنت جاف، الحقيقة تفاجأت، أول مرة تسوي هذه الحركة.
وأنا في الطريق أوديها لأهلها قالت: إذا سألوا أهلك أين هي؟ قل متعبة من الحمل، وسوف تجلس عند أهلها، وبكت كثيرا، وقالت: أنت تريد تتزوج، لكن أنا من سوف يتزوجني.
الغريب أنها مرتبة البيت ترتيب الحرمة اللي ما راح ترجع، طبعا قبل ما نمشي من البيت حاولت أراضيها وقلت أنسي الماضي، وسوف أسعدك، لكن لا فائدة، قالت: ودني متعبة جدا.
السؤال: هل فعلا تريد الطلاق؟ أم أنها تريد أن أراجع نفسي وأعدل من سلوكي تجاهها، وأشتري كل الذي تريده؟ يعني تلعب بأعصابي أو صادقة تريد الطلاق.
والسؤال الثاني: هل أتصل عليها وأسلم وأقول لها كلام ناعم أو أطنش؟ وإذا رأيكم أطنش، طيب إلى متى؟

قال لي صديقي: بعد الأربعين من الولادة اذهب لزوجتك وقل لها: مشينا حبيبتي، وإذا قالت: لا، اطلع، لا تسأل عنها سنة، وبعدها طلقها، أشيروا علي ماذا أفعل الآن؟ أنا تعبان لا أنام الليل، آسف على الإطالة وركاكة الأسلوب.
للمعلومية هي مؤدبة ودينة وخلوقة وأنا أحبها جدا جدا، وأحب أولادي ولا أستطيع أن أعيش بعيدا عنهم، ادعوا لي، بعد كتابة هذه السطور اتصلت وقالت تريد علاقتنا ترجع، قلت: طبعا؛ حبيبتي لا أستطيع أن أستغني عنك أنت الغالية، قالت: أجل اسمع، أريدك تستأجر بيت حلو وتؤثثه أثاثا جديدا، وقالت: أنا لن أرجع للبيت القديم، قلت: لا أستطيع، أنا إنسان على قد حالي، تريديني هكذا وإلا بكيفك، قالت: فكر بالأمر، قلت: مفكر وخلاص، قالت: مع السلامة، أشيروا علي ماذا أفعل؟ وهل تصرفي صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ الشلاش حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الزوجة العاقلة تقدر ظروف زوجها المادية ولا تحمله ما لا يطيق والرجل المسلم يعلم أن أفضل دينار يبذله هو ما ينفقه على أهله، وإذا وسع الله عليك فوسع عليها، واحرص على أن تلاطفها وتعوضها بالمسائل الجانية واهتمامك بها عن الرياش والمتاع، وليت هذه المرأة علمت أن السعادة ليست في الثياب الغالية والأثاث الفاخر، وليست كذلك في تقليد الآخرين والنظر إلى ما في أيديهم بل أن ذلك يجلب الشقاء وعدم الرضى بقسمة الله.
والقناعة كنز لا يفنى وأحسن الشاعر حين قال:
هي القناعة فالزمها تكن بها ملكا لو لم يكن لك منها إلا راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها يغير القطن والكفن
والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ليؤدي شكرها، ولكن الذي يطلق بصره إلى ما في أيدي الناس تتعبه المناظر وتمتلئ نفسه بالحسرات، وقد أحسن من قال:
فإنك مــــتى أرسلــــــت طرفــــك رائدا لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وأبلغ من كل ذلك قول ربنا جل وعلا: ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى))[طه:131].
وكم نتمنى أن تنظر كل زوجة إلى ما في زوجها من الإيجابيات وتتجنب مقارنته بأزواج الأخريات فإنهن غالبا لا يظهرن إلا الجوانب الإيجابية فقط، ولا يوجد إنسان يخلو من العيوب.
وليت أشقاء المرأة وأهلها يشجعونها على الصبر على ظروف الزوج والتعامل معه بواقعية خاصة مع وجود عدد من الأطفال الذين سوف يتضررون جدا بالطلاق.
ونحن ننصحك بعدم الاستعجال بفراقها وإعطائها فرصة للتفكير ولا شك أن ذهابها إلى بيت أهلها بهذه الطريقة سوف يشعرها بأهمية الحياة الزوجية وسوف تعرف أن الزواج أهم من كل ذهب ومال وثياب، وأن المرأة لا يمكن أن تعيش سعيدة إلا مع زوج يعفها ويقدرها وسوف تردد في نفسها (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) وما من امرأة تخرج من بيت زوجها إلا وتبدأ في الندامة بمجرد إخراج قدمها من الباب وما قالته وهي في الطريق دليل على ندمها.
كما أرجو أن تكتم الأمر عن أهلك حتى لا يحرضوك على فراقها فيضيع الأولاد وسوف تستفيد أيضا في هذه الفترة لأن الرجل لا يعرف قيمة زوجته إلا إذا دخل المنزل فوجده مظلما ولم يجد فيه من يكلمه ويخدمه.

وأرجو أن تجتهد في إكرامها والإحسان إليها بقدر استطاعتك فإن الله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأرجو أن تعلم أن هذه المرأة غير راغبة إطلاقا في الطلاق ولكنها تريد أن توجه لك رسالة وهي كذلك تريد أن تجامل أهلها الذين لن يستطيعوا أن يصبروا عليها ولا على عيالها وسوف تكتشف هذه الأمر بعد أيام، واعلم أن المرأة لا تستطيع أن تعيش في بيت أهلها بعد أن تعتاد على العيش في مملكتها وحدها ولن يحتمل أحد أطفالها.
ونحن ننصحك بالسؤال عنها وعن أطفالها فإن الشريعة جعلت القوامة بيد الرجل لكمال عقله وحسن تصرفه ولو كان الأمر بيد المرأة لحدث الطلاق في كل يوم لأن المرأة تسيطر عليها العاطفة التي خلقها الله فيها لتقوم بدورها التربوي في رعاية أطفالها.
وإذا كانت زوجتك ولله الحمد مؤدبة ودينة وخلوقة فلا تفرط فيها واصبر عليها وإذا رجعت فأرجو أن تزيد في إكرامها وحسن الاعتذار لها إذا مرت بك ظروف صعبة وعدها بالخير والتوسعة إذا وسع الله عليك، وعود نفسك الكلمات الجميلة كأن نقول له بيوت الدنيا كلها أنت أغلى منها ولن أقصر في إكرامك فساعديني بالصبر .
ولا شك أن بداية الحوار كانت جميلة ولكن ينبغي أن تكون النهاية كذلك وإذا كان بإمكانك إحداث شيء من التغيير فلا تتردد وإلا فإن الله سبحانه: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها))[البقرة:286].
ونحن ننصحك بتقوى الله والتوجه إليه وإصلاح ما بينك وبينه وليصلح الله ما بينك وبين زوجك ولا تطع من يدعوك إلى طلاقها وشاور من يخاف الله ويتقيه من أهل الحنكة والخبرة والتجربة.
ونسأل الله أن يجمع الشمل وأن يغفر الذنب!

مواد ذات صلة

الاستشارات