الموقف من طلب الأم خروج ولدها وزوجته من البيت

0 266

السؤال

السلام عليكم.
للأسف الشديد أن والدتي بارك الله فيها تختلق المشاكل والشكوك لي ولزوجتي دائما، ودائما تغضب، وكل مرة تغضب فيها تطلب مني أنا وزوجتي مغادرة البيت لأي سبب، حاولت أكثر من مرة أن أصل معها إلى حل ولكن للأسف، المشكلة الكبيرة الآن أنا أنتظر مولودا خلال الشهر القادم، ولكن أمي مصرة على أن أخرج من البيت أنا وزوجتي.

مع العلم: أنا أسكن في بيت والدي رحمه الله، مع العلم أني أبر أمي وأطيعها، والحمد لله أنا من الشباب المستقيم الذي لا يدخن أو يشرب أو يعمل الموبقات، وأحاول بكل طاقتي أن أسعد والدتي، لكن للأسف أمي مزاجية وكل يوم وهي في طباع مختلفة.

الآن قررت أن أترك البيت وأذهب إلى بيوت الإيجار؟ فهل أنا عاق لوالدتي؟ مع العلم أن والدتي هي التي طلبت مني ذلك، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ العزيز/ مصلح حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك وأن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك.

لن تكون عاقا بخروجك من البيت نزولا على رغبة الوالدة التي ننصحك بزيادة البر لها ومواصلة الاهتمام بها، وأرجو أن تلتزم زوجتك بالصمت وحسن الأدب وتقابل إساءة الوالدة بالإحسان وقطيعتها بالوصال، وأن تعينك على بر والدتك وتشجعك على كثرة السؤال عنها والسعي في حوائجها والاجتهاد في إرضائها، ولا تقصر أنت في الإحسان إلى زوجتك وتقدير ظروفها الصحية وحالتها النفسية، وأرجو أن تسمع منك الكلمات الطيبة وأن تجد منك لطف المعاملة؛ لأن في ذلك مصلحة للجميع، وخاصة الطفل الذي في بطنها فإنه يتأثر بتوترها ويتضرر بحزنها وغضبها.

ولا يخفى عليك أن الوالدة يرضيها اليسير، فأرجو أن تقدمها على غيرها وتشعرها بأن برك واهتمامك بها لم ينقص بعد الزواج، وذلك لأن بعض الأمهات تغار من زوجة ولدها التي جاءت لتشاركها في حب ولدها وفي جيبه.

وإذا أدى الإنسان ما عليه وقام بما فرض الله عليه من البر فلن يضره ما يحصل من والديه من جفاء وغضب ليس له ما يبرره، ولهؤلاء يقول رب العزة بعد آيات البر بالوالدين: ((ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا))[الإسراء:25]، ويقول سبحانه: ((ما على المحسنين من سبيل ))[التوبة:91].

ولا مانع من الخروج من المنزل ولو إلى حين، ولست أدري هل عند الوالدة من يقوم بخدمتها وقضاء حوائجها أم لا؟ وحبذا لو وجدت منزلا قريبا من الوالدة فإن ذلك يعينك على تفقد أحوالها والاطمئنان على عافيتها.

وعليك بكثرة اللجوء إلى الله والحرص على تقواه، واحفظ لسانك عن الإساءة لوالدتك ولو بكلمة (أف)، واعلم أنه ما بر أبويه من أحد إليهما النظر عند الغضب، وأرجو أن تجد في إخوانك وخالاتك من يساعدك على إرضائها.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات