السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أخي يبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما، بعد أن بدأ في العمل ظهرت عليه تصرفات غريبة، فهو يأكل بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى الانعزال عن الآخرين، وعندما نكون جالسين لا يتحدث إلينا وإن تحدثنا إليه، عندما نقول له عما يقوم به يقول: أنا لم أفعل ذلك، يقوم بتصرفات وبعد ذلك يقول: أنا لم أقم بها، يكره أمي في بعض الأحيان فيصرخ في وجهها، وفي بعض الأحيان يحاول ضربها، ولم يكن يفعل ذلك في السابق، يبكي كثيرا في بعض الأحيان، وقد ترك العمل بسبب كل هذا، ونحن لا نعرف ما به، وعندما ذهب إلى المستشفى طلب منه الطبيب عمل تخطيط للمخ والدماغ، ولكن نحن نريد الاطمئنان عليه، فما هي حالته؟ وما هو علاجها؟ علما بأن أمي مريضة، وأبي مريض، وذلك قبل أن يحصل له ما حصل، وهو لا يحافظ على الصلاة، ومتساهل من ناحية الدين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأسأل الله تعالى الشفاء لأخيك من الذي ألم به.
السرد والوصف الذي ورد في الرسالة يجعلني أفكر في مرض نفسي واحد معروف لدينا، وهو ما يعرف بالفصام السلبي، والذي تظهر فيه تصرفات غير طبيعية، مع انطوائية وانعزال شديد، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بصورة صحيحة، ولكن يكون فيه أيضا تبلد أو جمود في العواطف والوجدان، والشخص أيضا لا يهتم بمظهره أو نظافته الخاصة، ولا يهتم كثيرا بالضوابط والمتطلبات الاجتماعية.
أرجو أن لا يكون هذا التشخيص مزعجا بالنسبة لك، ولكن كما ذكرت هو أقرب ما أراه، والحمد لله أنتم في البحرين ويوجد الكثير من الإخوة الأطباء المتميزين هنالك.
لا شك أن من رأى ليس كمن سمع، أي إذا تم فحص هذا الأخ بواسطة أحد الأطباء سوف تتم الإفادة بالتشخيص الصحيح، وهنالك الأخ الدكتور/ محمد خليل الحداد، والدكتور/ أحمد الأنصاري. والدكتور/ شارلوت كامل، وآخرين.
الشيء الآخر والذي أود أن أؤكده هو -الحمد لله- الآن 60 - 70% من حالات الفصام يمكن علاجها وتحسنها، بشرط الالتزام بالأدوية والعلاج الصحيح.
هنالك أدوية طيبة وفعالة مثل العقار الذي يعرف باسم رزبريدال، هو عقار جيد وفعال، ولكنه يتطلب الالتزام والصبر عليه، وأن تكون الجرعة صحيحة، والجرعة تبدأ بـ 2 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام في الصباح و2 مليجرام في المساء لمدة شهرين، وإذا لم تتحسن الأعراض فترفع الجرعة إلى 6 مليجرام بمعدل 2 مليجرام في الصباح و4 مليجرام ليلا، ومدة العلاج لا تقل عن عام، أي سنة كاملة.
بجانب العلاج الدوائي، يوجد هنالك ما يعرف بالعلاج التأهيلي، وهو أن نحاول أن ندفع هذا الأخ للانصهار والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين والقيام بواجبه، وأن نأخذه معنا للزيارات، وأن نجعله أيضا يؤدي الأعمال اليومية في البيت، فالعلاج بالعمل يعتبر علاجا ناجعا لأمراض الانفصام والانزواء، وهنالك أقسام في المستشفيات النفسية تعرف بالعلاج الوظائفي، وهي من أجل مساعدة الناس للمحافظة على مهاراتهم اليومية وبناء مهارات جديدة، وقد وجد أن التأهيل مع العلاج الدوائي يعتبر منقذا ومفيدا للكثير من مرضى الفصام.
أقول -وبالله التوفيق- أن كلامي هذا افتراضي فيما يخص التشخيص، ولكن في ذات الوقت ربما أكون على درجة عالية من اليقين.
أسأل الله له الشفاء، وألا تؤثر حالته السلبية على الوالدين، وجزاك الله خيرا.