زوجتي خرجت من البيت وطلبت الطلاق لأسباب تافهة

0 470

السؤال

السلام عليكم.
زوجتي تركت المنزل منذ 3 أيام، وتطلب الطلاق لأسباب تافهة، والمشكلة هي أنني لا أجد من أتكلم معه من أهلها؛ لأن أباها لا حول ولا قوة له، وأمها هي التي تتحكم في البيت، والله أعلم هي صاحبة فكرة تركها للبيت، وتؤيدها دائما من دون أن تعرف من المخطئ، أو تحاول أن تصلح؛ لأن لكل واحد منا طرفا من الخطأ.
ماذا أعمل؟ لأنني أحب زوجتي، وأنا واثق من أن زوجتي تحبني، ولكن ليس لها شخصية مع أمها، وبيننا طفل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يصلح لك زوجتك، وأن يجمع شملك.

فنحن ننصحك بالتمسك بزوجتك التي تحبك وتحبها، ولا تقصر في إظهار ما يدل على حرصك عليها، ولا تعاقبها بأخطاء غيرها، وحاول أن تحاور أمها، وأن تذكرها بمصلحة بنتها، وبالضرر الذي سوف يلحق بطفلها إذا حدث الفراق.

وحاول أن توضح الصورة لوالدها، فإن علمه بالحقيقة أفضل من جهله، واجتهد في إيصال مشاعرك الطيبة لزوجتك، واحرص على السؤال عن زوجتك وطفلها، والإنفاق عليهما، بل والإحسان إليهما .

ولا شك أن خروج الزوجة من بيت زوجها يعتبر من أكبر الأخطاء، وفي ذلك مخالفة لشريعة الله الغراء، وليت أخواتنا يعلمن أن طاعة الزوج من طاعة الله، وأن المرأة المسلمة لا تخرج من بيتها حتى لو طلقها زوجها؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ))[الطلاق:1].

ولعلنا نلاحظ أن القرآن نسب البيوت إلى الزوجات، مع أن الرجال هم الذين صرفوا الأموال والأوقات في بنائها، كما أن خروج الزوجة من غير أذن زوجها مخالفة شرعية وهي مدخل للشيطان الذي همه أن تنتشر العداوة والبغضاء، وهذا التصرف يجعل الحياة الزوجية مرتعا للتدخلات الجانبية السلبية.

فاستعن بربك الرحمن وفوت الفرصة على الشيطان، ولا تستمع إلا لمن يريد الإصلاح والخير من الإخوان، وقابل تصرفات زوجتك وأمها بالصبر بالإحسان، ولا تقابل إساءتها بالعدوان، وتذكر أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أوصى بالنسوان، وذكرنا بضعفهن وحاجتهن للعطف والأمان .
وأرجو أن تتعامل مع والدة والزوجة بالحكمة، واجتهد في تجنب الاحتكاك بها واعتبرها بمنزلة الأم، واعلم أن إحسانك لها طريق إلى قلب زوجتك، واتفق مع زوجتك على حصر الخلاف بين الجدران، وإخفاء ما يحدث من خلاف عن الأهل والجيران، وهذا منهج العقلاء في كل زمان ومكان .

وفي الختام نوصيكما بتقوى الله وطاعته والحرص على تجنب المعاصي، فإن آثارها تظهر على البيوت، وتذكروا أن الطاعة تجمع الشمل، وأن المعاصي تجلب الشرور وتمنع الرزق والخير، وأن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله وبحرصنا على اللجوء إليه، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ))[الأنبياء:90].
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات