السؤال
أرجو منكم قراءة رسالتي، وإذا باستطاعتكم مساعدتي أرجو منكم عدم التردد في تقديم المساعدة.
قصتي بدأت منذ 3 سنوات ونصف، تعرفت إلى شاب عماني الجنسية وأنا فلسطينية واتفقنا على الزواج وهو إنسان على خلق ودين وأنا أحبة ولا أريد الزواج بغيره، في البداية أهله رفضوا لأني لست عمانية الجنسية ولكن الآن المشكلة هي أن النظام في سلطنة عمان أنه لا يمكن للشاب العماني الزواج من جنسية أخرى إلا بموافقة الدولة على ذلك وقد قام بتقديم الطلب ولكن للأسف تم رفضه من قبل السلطة بحجة أنه ابن قبيلة وأشياء من هذا القبيل، وقابل الوزير المسؤول ولكنه أيضا لم يوافق وأنا وهو نريد أن نتزوج وإذا قام بالزواج بي من غير موافقة الدولة فإنه سيفقد جنسيته وهذا سيعرضنا معا لمشاكل كثيرة طبعا .. وحيث إن ديننا لا يفرق بين إنسان وإنسان ولا جنسية وأخرى أرجو منكم إرشادي لما أفعله وهو وكيف يمكن لنا أن نتزوج.
حيث أننا أصبحنا بعمر لا نستطيع أن نضيع سنوات أخرى فكلانا يريد أن يتزوج ويصبح لنا بيت وأولاد.
أرجو منكم دراسة مشكلتي وإذا كان بالإمكان تقديم المساعدة أرجوكم لا تتأخروا بتقديمها لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في أي وقت وفي أي موضوع، مع خالص دعواتنا لك بأن يوفقك الله إلى كل خير، وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم.
أختنا الفاضلة -مي-: أنت تعلمين أن الله قدر المقادير، وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير وتلك الأرزاق الزواج، فهو رزق قدره الله تعالى كغيره من الأرزاق، فكما أنه لا يمكن لأحد أن يأخذ رزق غيره، فكذلك لا يمكن لأحد مهما كانت قوته أن يتزوج من شخص ليس من نصيبه ولم يقدره الله له، مهما كانت العلاقات أو الحب والتعلق القلبي.
وأنتما الآن تسبحان ضد التيار، أنت تريدين الاستقرار والأمن على مستقبلك ومستقبل أولادك، وهذا الرجل لو تزوجك ستحرمين من هذا كله كما ذكرت أنت، فلماذا نصر على إلغاء العقل والمنطق ونسبح ضد التيار المهلك ؟ هذا واقع مرير يا أخت مي، وهذا نظام دولة ليس بمقدور هذا الشاب تغييره، والرجل صادق معك، ورفع الأمر إلى أعلى المستويات، وكانت النتيجة الرفض، فلماذا تصرون على شيء شبه مستحيل؟
أنصح -والله أعلم- أن يشغل كل واحد منكم بنفسه، وأن يدعو الله أن يرزقه زوجا صالحا بلا مشاكل؛ لأن الحياة صعبة، وأنت تعرفين ظروفك، بل وأنت أحوج الناس إلى الاستقرار، ولو تزوجك لأصبحت ظروفه أصعب من ظروفك، فحكموا العقل، وتحملوا هذا الألم الآن، بدلا من أن تضحوا بغيركم من أطفال، من حقهم عليكم أن توفروا لهم حياة آمنة مستقرة، في ظل هذا الوضع الرهيب الذي تعيشه الإنسانية اليوم، رجاء اصرفوا النظر عن هذا الموضوع، وليذهب كل واحد منكم في طريقه؛ لأن اجتماعكم وتحقيق مشروعكم الآن من المستحيلات كما ذكرت، وآلم وتعب ساعة أو يوم أو شهر أو سنة أهون بكثير من آلام وتعب طول العمر، ولا تنظروا نظرة قاصرة؛ لأنكم لم ولن تجنوا على أنفسكم فقط، وإنما على أولاد من حقهم الأمن والاستقرار.
مع دعواتي لكم بالتوفيق، وقبول اعتذاري إن كان الجواب في غير ما تريدون، ولكنها مصلحتكم أنتم قبل كل الناس.