السؤال
السلام عليكم.
بعد وفاة والدي بعدة سنوات، أخرجت أمي نقودا كثيرة، وأعطتها لإخوتي من دوني، علما أنه ليس لديها أية أملاك أو راتب أو عمل، إنما قد أخذت هذه الأموال خفية عن والدي رحمه الله.
كيف أعامل هذه الأم؟ أليس لي حق بهذه الأموال؟ كيف الحل مع أمي؟ أرجوكم أخبروني، فأنا في حيرة من أمري؛ لأنها في النهاية أم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فإنها أم كما ذكرت، وقد أحسنت، والجنة تحت أرجل الأمهات، وفي طاعتها والإحسان إليها رضا رب الأرض والسموات، فتجنب كل ما يغضبها، واحتمل منها، فإنك تنال بذلك الرزق والخيرات.
ونحن ننصحك بزيادة البر بهذه الوالدة والدعاء لها، ولا مانع من أن تذكرها بلطف أنك تريد أن تكون مثل إخوانك، وتعلن لها عن حبك لها، ولا مانع من الاستعانة بعد الله – بأخوالك وخالاتك، ويفضل أن يتكلم في حاجتك أحبهم إلى قلبها، وأقربهم إلى سنها، مع ضرورة أن يذكروها بالله الذي أوجب العدل بين الأبناء في العطايا، فقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) وقال بشير بن سعد رضي الله عنه لما أراد أن يشهده على عطيته للنعمان بن بشير: ( فأشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور ) وقال له: ( أتحب أن يكونوا لك في البر سواء؟ فقال النعمان: نعم فقال صلى الله عليه وسلم: فلا تفعل. بل قال له: فأرجعه).
وسواء أكان المبلغ ملكا للوالدة أو هو من أموال الوالد رحمة الله عليه، فلابد من العدل في قسمته، أما إذا كان من أموال الوالد فنطبق عليه أحكام الميراث، فتأخذ الوالدة نصيبها وكذلك الأخوات، حسب أحكام الميراث، ولست أردي لماذا فعلت الوالدة هذا؟ لماذا أنت بالذات؟
وعلى كل حال فإن ذلك لا يجوز، ولكننا ننصحك بمراجعة الأسباب وتجنب التقصير في حقها مهما حصل معك.
ولا شك أن عدم العدل يدخل الوالدين في الإثم والحرج، وينشر العداء والبغض بين الإخوة الأشقاء، وقد تتوارث تلك العداوة أجيالا عديدة والعياذ بالله.
ونحن في الختام نحب أن نوصي الجميع بتقوى الله والعدل بين الأبناء، أرجو أن تعمروا بيتكم بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن، وكونوا أوفياء لوالدكم فلا تقصروا في الدعاء له، ونسأل الله أن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين.
وبالله التوفيق والسداد.