الرفق واللين في طريقة التفاهم بين الخطيبين

0 380

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.
أنا خطبت منذ سنة ونصف، وبعد تقريبا (5 أشهر) سيتم الزواج إن شاء الله، ولكن أعاني من مشكلة، أنا من النوع الملتزم قليلا والحمد لله، وخطيبتي كانت لا ترتدي الحجاب وكان لباسها قصيرا، وعندما خطبتها كان شرطي أن تتحجب ويكون لبسها محتشما، والحمد لله حصلت على ما أريد.

ولكن أنا أعاني من مشكلة حاليا بأنه لا يوجد تفاهم فيما بيننا، كلا الطرفين يأخذ الأمور بالعصبية، وأنا من النوع العصبي جدا وهي كذلك، ولا أعرف ماذا أفعل! نكون نتناقش في أمور الزواج العرس ونتشاجر ويصبح كل طرف يصرخ على الآخر، أنا أريد كذا وهي تريد كذا، وتحصل مشكلة كبيرة، وحاولت أكثر من مرة أن أفهمها بأن هذا الأسلوب لا يجوز، ولكن لا فائدة!

للعلم أنا علي بعض اللوم لأني عصبي جدا، والله لا أعرف ماذا أفعل، حاولت أن أتركها فلم أستطع، للعلم أني حاولت أن أتجاهلها وآخذها على قدر عقلها ولكن المشكلة أنا من النوع الذي ما يحب أنه يجامل أو أحد يفرض رأيه علي، أرجوكم ساعدوني ما الحل؟

علما بأني عقدت عقد الزواج منذ 5 أشهر يعني هي تعتبر زوجتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يغفر الذنوب، وأن يؤلف بين القلوب.
فإننا نتمنى أن تستمر مع فتاة التزمت على يديك بالحجاب، وقبلت شروطك وعادت إلى الصواب، وقد ذكرت أنه يصعب عليك تركها وإغلاق الباب، فسبحان من يؤلف بين القلوب ويجمع الأحباب، فاتق الله في نفسك وفيها، وكن من أولى الألباب، واشكر لربك الوهاب.

وأرجو أن تعلموا أن الخلافات لابد من وجودها، وأن التوتر في هذه المرحلة يزداد، وكذلك تدخلات الأهل التي هي أهم أسباب التوتر، ولا شك أن أهم عناصر الحل هو أن تعلموا أن ما بينكما من أخوة الإيمان، ورعاية الروابط الاجتماعية، والمصالح المشتركة، أكبر من الخلافات التي سوف تحل بسهولة إذا قدم كل طرف بعض التنازلات، وقدر ما عند الشريك من النية الطيبة والأعمال الصالحات.

وقد أعجبني اعترافك بأنك جزء من المشكلة، بل أنك الأكثر عصيبة، وهذا أيضا مما يدعوك للصبر على هذه الفتاة وتقدير أحوالها، وما يمكن أن تتعرض له من ضغوط غير مرئية، ولا شك أنها الأضعف، فإن رفعت صوتها فذلك تعبير عن ضعفها، وبيان لما هو في أصل خلقتها، فالله سبحانه خلق المرأة بنبرات وموجات صوتية أكثر عددا من الرجل، وما تراه رفعا للصوت قد لا يعني عندها ذلك، فلا ترد عليها بالصراخ والصياح، ولكن تكلم بكلام الواثق، وأطلب منها أن تخفض صوتها، وتذكر أن الشريعة أوصت الكبير بالصغير والقوي بالضعيف فجعلت القوامة بيد الرجل، وذكرته بضعف المرأة، والعوج الذي يلازمها فهي مخلوقة من ضلع أعوج، وواجب الرجل أن يتعامل معها وهو يصطحب هذه الروح، وهو ما عبرت عنه بقولك أعاملها على قدر عقلها، ولكنك تخرج عن هذا المنهج فلا تندهش لردة الفعل، ولا يخفي عليك أن جرعة العاطفة أكبر عند المرأة، وهي التي يسيطر على مزاجها.

ولا يخفي عليك أن الحياة الزوجية لا تستمر إلا بالتفاهم وتقديم التنازلات، واختيار الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة عند المناقشات، وليتنا تذكرنا ما قاله أبو الدرداء لزوجته عندما بنى بها ( إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك، وإلا لم نصطحب) .

فلا تترك هذه الفتاة، بل حاول الإسراع بإتمام مراسيم الزواج؛ لأن السكن والهدوء والراحة لا يتحقق إلا في رحاب الحياة الزوجية الدافئة، والتي تزول فيها الحواجز وتكتمل في رحابها المتعة الحلال، والتي فيها تخفيف لشحنات التوتر وتحقيق لمعاني المودة والرحمة، وأرجو أن يكون ما بينكما من خلافات حبيسة الجدران فإن المشاكل إذا خرجت صعبت السيطرة عليها أو الإحاطة بنتائجها وعواقبها، وقل أن يجد الإنسان من يعينه على الخير والبر.

وحبذا لو عودت نفسك على المجاملة والاحتمال، وتذكرت أنك لست في معركة، ولكنك مع شريكتك في آمالك ورفيقتك في حياتك، وليست المسألة غالب ومغلوب، ومنتصر ومهزوم، فالزموا طاعة الله، واتبعوا الرسول وتوجهوا إلى من يجيب من دعاه، ويعطي من سأله ورجاه.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات