آلام الصدر واليد اليسرى وعلاقتها بمشاكل القلب

0 678

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله لنا ولكم وجميع المسلمين الخير والعافية.
أريد أن أستشير إخواني في ألم يدي اليسرى فهي تؤلمني من كتفي من فوق إلى الخلف، وأشعر بعض الأوقات بألم في القلب، فهل هو من يدي؟ حيث أني قد أجريت أشعات وفحوصات ولم يخبرني بأي شيء يخيف في ذلك.

السؤال الثاني: أنا أعاني من مرض الخوف حيث أني أنهار لأبسط الأشياء، وأخاف من أبسط الأشياء، وأخاف من المجهول، وينتابني الخوف عند ركوب الطيارة، وأنا أستخدم علاجا ولا أذكر اسمه، ونادرا ما أستخدمه إذا دعت الضرورة؛ لأن كثرة استخدام مثل هذه العلاج يأتي بمرض الشيخوخة المبكرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لابد أن نربط بين السؤالين؛ لأني أعتقد أن المحتوى واحد، أو هي ناتج من نوع من المخاوف التي تعاني منها.

أولا: بالنسبة لألم اليد اليسرى، حقيقة هذا الألم يكثر لدى بعض الناس الذين يعتقدون أنهم ربما يعانون من أمراض في القلب، حيث يعرف أن ضيق شرايين القلب أو ما يعرف بالشريان التاجي، إذا كان هنالك نوع من الضيق في هذا الشريان، وكانت هنالك قلة في كمية الدم والأكسجين الذي يصل لعضلات القلب، فيظهر ذلك في شكل ألم في اليد اليسرى، وربما يكون هذا الألم مصحوبا بألم أيضا في الصدر.

هذا النوع من الألم يعرف عنه أنه يحدث لمرضى القلب، وبما أننا نعيش في عصر كثرت فيه هذه الأمراض، وأصبح الناس أكثر تخوفا من أنهم يصابون بهذه الأمراض، فلذا نرى عددا كبيرا من الناس حين تحدث لهم انقباضات عضلية في الصدر أو في اليد اليسرى، يعتقدون أنه ربما يكون ناتجا من مرض القلب، وهذا النوع من التخوف المرضي – ولا أود أن أسميه التوهم المرضي إنما هو تخوف مرضي – هو الذي يسبب مثل هذه الآلام، خاصة في الشباب، وقد سماه البعض بعصاب القلب، وحقيقة يحدث ذلك للأشخاص الذين يعانون في الأصل من المخاوف والقلق والتوتر، وأنت ذكرت ذلك صراحة من خلال سؤالك الثاني.

إذن يا أخي، أرى أن هذا الألم الذي تعاني منه هو ليس ناتجا من القلب، ولكن من الضروري أن تجري الفحوصات الأساسية، ومنها إجراء تخطيط للقلب، وأعتقد أنك قمت بذلك، وبجانب التخطيط للقلب لابد أن تتأكد من مستوى الدهنيات في الدم أيضا، ولكن أنا على قناعة تامة أن هذا الألم هو ألم وظائفي وليس ألما عضويا، وبما أنك تعاني من المخاوف من أبسط الأشياء، وربما تكون حساسا أيضا، فأرى حقيقة أن هذه المخاوف تفسر تماما الألم الذي أنت تشتكي منه؛ إذن هو ألم نفسي المنشأ وليس عضوي المنشأ.

العلاج لهذا الأمر يا أخي هو أن تطمئن أولا.

وثانيا: أن تجري هذه الفحوصات وقد قمت بإجرائها.

والشيء الثالث: أن تتجاهل هذا الألم بقدر المستطاع.

رابعا: عليك بممارسة الرياضة.

خامسا: سوف تستجيب إن شاء الله بصورة جيدة وفعالة في تناول الأدوية المضادة للمخاوف والقلق، وأحسنها هو العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، والذي يسمى في أمريكا باسم باكسل Paxil، والجرعة التي تبدأ بها هي 10 مليجرام ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة بنفس المعدل، أي نصف حبة كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم 40 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض هذه الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنه.

كما أنه يا أخي لابد لك أن تواجه هذه المخاوف وأن تقتحمها وأن تحقرها وألا تعيرها اهتماما.

بالنسبة للعلاج الذي ذكرت أنك تستعمله عند اللزوم لم تذكر اسمه ولكن الدواء الشائع الاستعمال هو زاناكس، والزاناكس علاج ممتاز وفعال ولكن لا ينصح باستعماله لفترة طويلة؛ حيث أنه يعتقد أنه ربما يؤدي إلى ضعف بسيط في الذاكرة، ولكن ليس للدرجة التي ترقى للإصابة بالشيخوخة المبكرة -كما ذكرت في رسالتك-، ولكن أؤكد لك مرة أخرى أن الباكسل هو الدواء الأفضل وهو لا يسبب أي نوع من ضعف في الذاكرة أو آثار جانبية خطيرة.

إذن يا أخي: أرجو أن تطمئن بخصوص هذا الألم الذي ينتابك، وأن تكون أكثر توكلا وأكثر قناعة أن ما بك سوف يزول إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات