أسباب الشعور بالدوار والاتزان وعلاج ذلك

0 877

السؤال

سعادة الدكتور الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود طرح قصتي على سعادتكم راجيا التوجيه لما فيه خيري.

كنت خارج المنزل، وفجأة جاءني دوار شديد وخوف، ومن تلك الساعة انقلبت حياتي رأسا على عقب، خوف ودوار وعدم اتزان وحرقان في الرأس والصدر، شعور نكد علي حياتي، لا أنعم بنوم ولا طعام ولا أستطيع التركيز مع أولادي، اعتزلت المجتمع، ودخلت في هذه الدائرة، فمن قائل: سحر، أو لعلي أصبت بعين في ذلك المكان، إلى أن أشار علي طبيب العائلة بأخذ التفرانيل حبتين في اليوم، بعد عدة أيام تحسنت حالتي، ثم بعد ذلك أشار بزيادة الجرعة إلى 3 حبات، وبعد تحسن حالتي أشار علي بتخفيف الجرعة، فتعبت كثيرا فعاد وزادني حبتين، ثم حبتين إلى أن صارت 6 حبات، ولي على ذلك حوالي 4 شهور.

الحمد لله أنا أحسن الآن، ولكن لازال عندي شيء من الحرقان وضيق النفس وعدم الاتزان الذي ينتابني، ولا أعرف سببه، وكأني أمشي على الموج.

أود من سعادتكم الاستفسار عن سبب عدم الاتزان الذي عندي، وما هي الأمارات التي إذا رأيتها أستطيع أن أعيش بلا دواء؟ وكيف أخرج منه دون أن يعيد لي الأعراض القديمة التي جعلتني لا أنعم بحياتي لا زوجي ولا أولادي ولا حتى عملي.

أسأل الله أن يفرج عني وعن كل مهموم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الحسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن أكبر أسباب الشعور بالدوار وعدم الاتزان، هي أمراض الأذن الداخلية وجهاز التوازن الملتصق بالأذن الداخلية، ولكن يعرف أيضا أن الخوف والتوتر العصبي يؤدي أيضا إلى الشعور بالدوران وعدم الاتزان، وهنالك حالة تعرف باسم الهرع، وهي أن يحدث للإنسان خوف شديد ومفاجئ وتسارع في ضربات القلب والشعور كأن المنية قد اقتربت وأنه سوف يسقط، هذا يعرف بالهرع، وهو حالة نفسية تمثل نمطا عاليا من القلق النفسي الشديد.

الحمد لله أنت قد تحسنت على التفرانيل، وهذا يدل أنه في غالب الأحيان أن حالتك ليست ذات منشأ عضوي، بمعنى ألا علاقة لها بالتهابات الأذن الداخلية، ولكن من الأفضل أيضا التأكد من ذلك؛ لأن القلق والتوتر ربما يحدث معه في نفس الوقت هذه الإصابات الفيروسية البسيطة، ومن ثم يتعقد الأمر بعض الشيء.

الحمد لله أنت قد تحسنت على التفرانيل، ولا مانع من الاستمرار عليه، ومهما طالت المدة أرجو ألا يكون ذلك مزعجا، فالكثير من العلماء يرى ويحتم أن الإنسان حين يتحسن على دواء، يجب أن يستمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل بعد شعوره الكامل بالتحسن؛ خاصة أن هذه الأدوية -إن شاء الله- هي أدوية سليمة جدا، فلا مانع من الاستمرار على الدواء إذن بالصورة التي ذكرتها لك.

وإن كنت قد انزعجت لكثرة الحبوب، فهنالك دواء يعرف باسم سبرلكس، وهو دواء مختصر جدا، وجرعته هي حبة واحدة في اليوم، تبدئي بمعدل 10 مليجرام ليلا بعد الأكل، وتستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك تتناولي 20 مليجرام وهي موجودة أيضا في حبة واحدة، أي هذا الدواء له تركيبتين، تركيبة بها 10 مليجرام، والتركيبة الأخرى بها 20 مليجرام، ويمكنك أن تستمري على السبرلكس لمدة ستة أشهر بجرعة 20 مليجرام، ثم بعد ذلك تخفضيه إلى 10 مليجرام لمدة شهرين، ثم تتوقفي من تناوله، ولكن هذا لا يعني أن التفرانيل دواء سيء، ولكن هذا الدواء أفضل في المخاوف، كما أنه يختصر الطريق جدا.

هنالك دواء آخر استعمله أطباء الأذن والأنف والحنجرة كثيرا لعلاج حالات الدوار وعدم التوازن، وهذا الدواء يعرف باسم بيتاسيرك Betaserc، وجرعته هي 16 مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، يمكنك أيضا إضافة هذا الدواء.

ثالثا: أرجو ألا تعيشي تحت ما يعرف بالقلق التوقعي، أي بمعنى: ماذا سوف يحدث لي في المستقبل؛ هل سأصاب بنفس الحالة أم لا؟ على الإنسان أن يكون متوكلا ومتيقنا، هذه الحالات في أغلب الحالات هي حالات عرضية، وحتى وإن استمرت لمدة طويلة فسوف يتم الشفاء منها -إن شاء الله-، والاستمرار على الأدوية لا بأس به أبدا، خاصة أنها أدوية سليمة.

وعلى الإنسان أن يشغل نفسه في أمور الحياة الأخرى، وألا يكون متدققا في مراقبة نفسه من الناحية النفسية؛ لأن التدقيق والمراقبة الشديدة تؤدي إلى حدوث الأعراض؛ لأن الإنسان الذي يدقق حول نفسه كأنه يبحث عن هذه الأعراض، فأرجو أن تعيشي حياة عادية مليئة بالطمأنينة.

وعليك أيضا أن تكوني مثابرة وتشغلي نفسك في بيتك والتواصل الاجتماعي، ولا مانع أيضا من حضور حلقات الدراسة وتلاوة القرآن؛ فهي -إن شاء الله- مفيدة جدا؛ حيث أن الترابط الاجتماعي يؤدي -إن شاء الله- لزوال الخوف والقلق والتوتر وعدم الطمأنينة.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات