السؤال
السلام عليكم.
هل يؤثر دواء (Dogmatil) أو (Favirin) على الأداء الجنسي، وهل يثبط الشهوة الجنسية، وهل يضعف الانتصاب، وهل يؤثر على القذف أو كمية الحيوانات المنوية، وبالتالي هل يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية؟ علما أنني أتناول تلك الأدوية منذ سنة ونصف السنة.
ثانيا: ما تعريفكم (Body dysmorphic disorder)؟ وكيف يعالج جذريا خاصة إذا كان صاحبه مصاب بالاكتئاب؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عقار دوجماتيل ربما يؤثر سلبا على الأداء الجنسي ويقلل من الشهوة وكذلك الانتصاب، ولكن بدرجة قليلة جدا، وهذا مرتبط بجرعة الدواء، فإذا أعطي الدواء بجرعات كبيرة -مثلا أكثر من مائتي مليجرام في اليوم- هذا سوف يؤدي إلى ارتفاع الهرمون الذي يعرف باسم (برولاكتين) وهذا يثبط قليلا من الشهوة الجنسية، وقد يؤدي إلى ضعف في الانتصاب، ولكنه لا يؤثر على القذف أو كمية الحيوانات المنوية أو حركتها أو شكلها، وهذا بالنسبة للذكور.
وبالنسبة للإناث فهذا الدواء لا يثبط الشهوة الجنسية ولا يضعف الرغبة، كما أنه لا يؤثر مطلقا على تكوين البويضات بالنسبة للأنثى، ولكن قد يؤدي إلى تأخر في الدورة الشهرية.
أما بالنسبة للفافرين فهو من الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف، وهذا الدواء ينتمي إلى مجموعة الأدوية التي تعرف (مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية) وهي أدوية شائعة الاستعمال وبالرغم من جودتها وامتيازها إلا أنه يعاب عليها أنها ربما تؤدي إلى بعض الصعوبات الجنسية بالنسبة لبعض الناس، وبما أن الفافرين هو أحد مجموعة هذه الأدوية فله تأثيرات سلبية ولكنه الأقل من هذه الناحية، أي أنه أفضل دواء في هذه المجموعة ولا يؤدي إلى اختلال في الأداء الجنسي بصورة كبيرة.
نعم قد يثبط الشهوة قليلا وقد يؤثر على الانتصاب ولكن في نطاق ضيق جدا.
أما بالنسبة للقذف فإن الفافرين لا يؤخر القذف كثيرا مقارنة مثلا مع الزيروكسات أو البروزاك، قد يحدث نوعا من التأخير البسيط في الإنزال المنوي، ولكن هذا ليس بالدرجة التي تذكر أو تزعج.
وبالنسبة للحيوانات المنوية فهو لا يؤثر على كمياتها ولا على تخليقها أو حركتها أو أشكالها.
وهذه الأدوية بصفة عامة لا تؤثر على العلاقات الزوجية، بل على العكس تماما الفافرين ربما يحسن الأداء الجنسي، وبالنسبة للدوجماتيل فقد ذكرنا الصعوبات التي قد تحدث منه، ولكنها نادرة الحدوث.
وإذا كانت الجرعة صغيرة فليس له أي أثر سلبي، إنما يمكن أن تكون منافعه إيجابية؛ لأنه يزيل القلق ويعرف لدى الكثير من الناس أن الأداء الجنسي قد يختل في وجود القلق النفسي.
وأما تعريف (Body dysmorphic disorder)، فإن هناك بعض الناس تأتيهم هواجس ووساوس وشكوك حول شكل أجسادهم أو أعضاء معينة في الجسم، فمثلا بعض الناس يصر أن أنفه أكبر أو أطول، وبعض الناس خاصة النساء ربما يكون لديهن شكوك حول حجم الثدي أو البطن أو هكذا، إذن هو نوع من الاعتقاد المبالغ فيما يخص حجم أو شكل الأعضاء الجسدية، وأنا لا أذكر أنه توهم ولكن في بعض الناس وفي حالات نادرة قد يصل إلى مرحلة الاعتقاد القاطع والجازم، وفي هذه الحالة نعتبر أن الشخص قد وصل إلى درجة مما نسميه بالضلالات الاجتهادية، أي أنه يعتقد اعتقادا جازما أن شكله أو مظهر أعضائه ليس طبيعيا، بالرغم من أن الواقع هو عكس ذلك.
هذه المتلازمة أو العلة تقسم إلى نوع عصابي وإلى نوع ذهاني، والذهاني كما ذكرت هو أن يعتقد الشخص اعتقاد بصورة جازمة بأن شكله ليس طبيعيا، أما النوع العصابي فهو يكون مجرد قلق ووساوس وهواجس حول شكل الجسم، والبعض مثلا قد يأتيه أيضا شعور بأنه تصدر منه رائحة كريهة أو أن العرق لديه تصدر منه هذه الرائحة الكريهة، وهكذا.
وهذا أيضا قد يصل إلى المستوى العصابي أو المستوى الذهاني، وهذه الحالات تعالج بواسطة الطبيب النفسي، ويتكون العلاج من علاج قائم على تحسين الاستبصار، ومحاولة ربط المريض بالواقع، كما أن هناك أدوية جيدة لعلاج مثل هذه الحالات، خاصة الأدوية الذهان حين تعطى بجرعات صغيرة، كما أن الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي تعتبر ذات فعالية عالية لعلاج مثل هذه الحالات، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل معنا في إسلام ويب.
وبالله التوفيق.