السؤال
أعاني من اضطرابات نفسية كلما فكرت في الزواج؛ وحيث أني أرى قصصا كثيرة، فهذا يحب هذه، وهذا اغتصب تلك، وتلك خانت زوجها، وتلك تركت بناتها وزوجها وأولادها وذهبت مع عشيقها، هذه تحب هذا على الفيس بوك، قصص مخزية للغاية على الدردشة، هل كل بنات المسلمين هكذا؟ ماذا أفعل أخاف أن أرتبط بفتاة يكون لها علاقات سابقة ويجن جنوني وأقتلها!
انصحوني رجاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيسرنا أن نرحب بك ونشكر لك تواصلك معنا، وكن على يقين أن ما تراه وتسمع به من جانب سيء في حياة بعض البنات والنساء لا يعبر عن الحياة كلها، فليست جميع الفتيات كذلك، بل ليست أكثر الفتيات كذلك.
فالخير لا يزال والحمد لله كثيرا منتشرا، وإن كان يتفاوت من مجتمع إلى آخر، وعليك أن لا تنظر كما يقال إلى النصف الفارغ من الكأس، وإذا أمعنت النظر ونظرت نظرة فاحصة في حياة الأسر المستقيمة سترى حياة ملؤها العفاف والاستقرار والسكينة والسعادة، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من ذلك حظا ونصيبا.
ونصيحتنا -أيها الحبيب- أن تقترب من البيئات المحافظة والملتزمة بدينها وتتعرف على الرجال الصالحين من رواد المساجد وحلقات العلم والذكر لتتعرف من خلالهم على الأسر الطيبة وستجد من ذلك الشيء الكثير.
وكن على ثقة بأن ملايين من الفتيات الطيبات ينتظرن الأزواج الصالحين الطيبين مثلك، وأن هم الواحدة منهن أن تنشئ أسرتها على تقوى من الله وحرص على إسعاد الزوج وإصلاح الذرية، ولكن خذ بالأسباب الجادة الموصلة إلى هذا النوع من النساء واستعن بالصالحين للبحث عن تلك الفتاة، وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة).
فلا داعي للهم والقلق الذي تعيشه؛ فإن حرصك على تحصيل زوجة مستقيمة حافظة لزوجها وولدها يقابله حرص عند كثير من الفتيات على تحصيل الزوج الوفي الأمين الحريص على زوجته وأبنائه، وذا علم الله -عز وجل- صدق النية سيوفق للجميع بينهما، فاستعن بالله وأكثر من دعائه أن ييسر لك ذلك وستصل بإذن الله، نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك.
وبالله التوفيق.