الشعور بالغثيان والدوار طوال اليوم أثناء فترة الحمل

0 513

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

زوجتي حامل منذ شهرين تقريبا، وهي المرة الأولى التي تحمل فيها، وقد نزفت القليل من الدم خلال فترة الحمل - ثلاث مرات - والمقصود بالقليل ما هو أقل من نقطة دم، والدكتورة التي تتابع الحمل مع زوجتي أكدت أن هذا طبيعي، وأن هذا يحدث مع معظم النساء الحوامل.

قد أجرينا فحص الأشعة فوق الصوتية ورأينا نبضات قلب الجنين وكان ذلك غاية في الروعة، وأكدت الدكتورة أن كل شيء سليم وعلى ما يرام ووصفت لزوجتي دواء يدعى دوفاستون بالإضافة لدواء آخر تتناوله زوجتي منذ أن علمنا أنها حامل، وهو أسيد الفوليك 10 ملجم، وقد طلبت الراحة التامة والاستلقاء على الظهر مدة أسبوعين، علما أن زوجتي تشعر بالغثيان والدوار (الدوخة) طوال اليوم (من الصباح وحتى الليل)، أما المغص وآلام البطن والظهر فهي كثيرة وليست عابرة نسبة إلى اليوم الواحد.

هل هذا طبيعي؟ وهل يجب أن نقوم بفحوصات معينة لنتأكد من سلامة زوجتي والجنين سواء كانت فحوصات دم أو أي نوع من الفحوصات الأخرى؟ وهل للغثيان والدوار الدائمين وحتى النزف الخفيف مؤشرات سلبية على تكوين الجنين؟!

علما بأن لدي خال معوق (منغولي)، وهذا الموضوع يقلقني كثيرا وأخشى من هذا الشيء وأريد أن أتأكد من سلامة الجنين، فأرجو الرد بالتوجيه المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إننا نبارك لك ولزوجتك بالحمل، وإن شاء الله يكتمل هذا الحمل على خير وسلامة، وما دامت الطبيبة قد تأكدت بالتصوير التلفزيوني بأن كيس الحمل فيه المضغة وفيها نبض القلب فإننا نقول الآن بأن الحمل سليم بإذن الله، ومتوقع له أن يكمل بشكل طبيعي.

يمكن لزوجتك الاستمرار على الدوفاستون حتى الشهر الرابع، أما الفوليك آسيد فيفضل أن تستمر عليه حتى خلال الإرضاع بإذن الله.

أما ما تعاني منه زوجتك من أعراض غثيان ودوخة هي أشياء ورغم إزعاجها للسيدة الحامل إلا أنها مؤشرات طيبة ومطمئنة على أن الحمل يسير بشكل طبيعي إن شاء الله، وأن هرمون الحمل يرتفع بطريقة جيدة، وهذه الأعراض لا تؤثر مطلقا على الجنين ولا على نموه، فالجنين له تغذيته الخاصة التي يحصل عليها مهما أصاب الأم من أعراض، كما أن الجنين في هذه المرحلة لا يحتاج إلى الكثير من الغذاء، فهو في مرحلة انقسام الخلايا وتشكل الأعضاء، وفي الثلاثة الأشهر الأولى عادة ما ينقص وزن الأم ولا ضرر على الجنين مطلقا من هذا الأمر.

تصبح تغذية الأم والجنين أكثر أهمية بعد الشهر الرابع عندما يكتمل تشكل أعضاء الجنين ويبدأ حجمه بالكبر فتزداد متطلباته الغذائية.

بالنسبة للتشوهات الخلقية بشكل عام فنحن نقوم عادة بإجراء مسح بالتصوير التلفزيوني لكل أعضاء الجنين وأجهزته في الأسبوع الثامن عشر من الحمل ولكل السيدات الحوامل كإجراء روتيني لتشخيص أي حالة بالإمكان تشخيصها قبل الولادة.

في حال وجود أي قصة أو مؤشر في عائلة أي من الزوجين على وجود تشوه خلقي وخاصة متلازمة داون أو المنغولية، فهنالك بعض التحاليل والإجراءات التي تمكننا من تشخيص وجود الحالة في الجنين من عدمه منها:

عند بلوغ عمر الحمل نهاية الشهر الثالث يمكن وبالتصوير التلفزيوني إجراء قياس لسماكة الرقبة عند الجنين من الخلف، فإن كانت طبيعية فالأمر مطمئن بإذن الله، وإن تجاوزت رقما معينا فيمكن حينها الشك بحالة المنغولية، ودقة هذا الاختبار هي تقريبا (70%).

كما أن هناك تحليل يسمى بالتحليل الثلاثي، وهو تحليل دم للأم يتم فيه عيار ثلاث هرمونات خاصة بالحمل، يمكن من خلاله التنبؤ بحالة الجنين واحتمالية إصابته، ودقة هذا التحليل هي (60%).

عند إرفاق التصوير التلفزيوني لثخانة الرقبة مع التحليل الثلاثي السابق تصل نسبة الدقة في تشخيص حالة المنغولية إلى 80%.

أما الطريقة المؤكدة لتشخيص الحالة فهي تتم بسحب كمية بسيطة من السائل الأمنيوسي من حول الجنين ودراسة الخلايا فيها في المختبر وتحديد حالة الكروموزومات فيها، وهذه الطريقة بالغة الدقة وهي المعتمدة في التشخيص حاليا عند الشك ولكنها تتطلب يد طبيب خبيرة في هذا الأمر، نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك وعلى زوجك الصحة والعافية وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة التي تقر بها عينك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات