السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أن زوجتي غير مرتبة في بيتها وغير مهتمة بترتيب البيت وتنظيفه، ولا تبالي إن كان البيت نظيفا أم متسخا، على الرغم من أنها نظيفة في جسدها وملابسها، ولكن في البيت عكس ذلك تماما.
علما بأنني حريص جدا على الترتيب، وأحب أن أجد بيتي مرتبا ونظيفا، ولا أستطيع الجلوس في المكان غير المرتب، بينما هي لا تبالي، وتجلس في المكان حتى ولو هو متسخ وغير مرتب، وقد حاولت معها بكل ما أوتيت من حيل فاستجابت لكلامي، وبدأت تغير من نفسها، ولكنني لست مقتنعا بما تفعل، ولا يريحني عملها هذا، وأطلب المزيد، وفي المقابل هي ترى أنها تعمل ما لم يعمله أحد غيرها، لدرجة أنها تتهمني أحيانا بأني موسوس من هذه الناحية، فما هي الطريقة المثلى للتعامل معها؟
أرشدوني وساعدوني في حل هذه المشكلة، ولكم جزيل شكري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدنا التحمس الحاصل عند زوجتك، وأرجو أن تشكرها عليه ثم تطالب بالمزيد، ولكن بلطف وصبر؛ فإن التغيير يتطلب بعض الوقت، كما أرجو أن تدرك أن النقص طبيعة الإنسان؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، وقد أحسن من قال:
من الذي ترضى سجاياه كلها *** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
ونحن في الحقيقة نشكر لك الاعتراف بنظافة زوجتك في نفسها، وننصحك بأن تحتمل الجانب الآخر، ربما يحصل التحسن المطلوب، مع ضرورة أن لا تجعل من هذه القضية مشكلة؛ إذ من الحكمة أن تأخذ كل مسألة حجمها المناسب حتى لا يطغى جانب على آخر، كما أرجو أن تحاول مساعدتها في مسألة الترتيب؛ لأن مساعدة الزوجة مأثور عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، حيث إنه كان يكون في مهنة أهله، علما بأن مشاركة الرجل في بعض المهام المنزلية مما يزيد في الألفة، والحياة شراكة والمطلب هو السعادة التي لا تحصل إلا بالتفاهم والتأقلم والتآلف والتعاون بعد توفيق الله وتأييده.
وهنيئا لمن عمر بيته بالطاعات، وأكثر من التوجه إلى رب الأرض والسموات، ولا شك أن قلوبنا وبيوتنا وحياتنا تصلح بطاعتنا لله قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه )) ماذا كانوا يفعلون (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ))[الأنبياء:90].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونتمنى أن تتفهم زوجتك مطالبك، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب، وأن يغفر لنا ولكم الذنوب، وأن يستر ما فينا من العيوب.
وبالله التوفيق والسداد.