السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معاناتي هي مع الرهاب الاجتماعي حيث بدأت منذ أكثر من سبع سنوات، وقد زرت العديد من العيادات النفسية، واستعملت ما صرف لي من أدوية، فأول ما بدأت به هو مع (الانفرانيل والانديرال) حيث تحسنت الحالة شيئا ما إلى أن انقطع (الانديرال) بدأت حالتي بالتدهور شيئا فشيئا حتى تركت (الانفرانيل) ثم ضاقت بي الأرض بما رحبت.
ثم أشار إلي بعض الأصدقاء بتناول الاويوركس ومعه تينورمين أو لوبرسل، وهذان الأخيران عوضا عن الانديرال، وفعلابدأت باستخدام الاويوركس فقط، وتحسنت حالتي بنسبة خمسين بالمائة، إلا أنني لازلت أعاني من تسارع في ضربات القلب عند حدوث المواقف والمناسبات.
سؤالي - يا دكتور - هل يعتبر علاج تينورمين أو لوبرسول فعلا عوضا عن الانديرال؟ وهل أبدأ باستخدامه عند اللزوم؟ وما هي الجرعة المستخدمة؟ وأيهما أفضل وأقل ضررا؟
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله.
الله خيرا .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ القلب الضعيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالرهاب الاجتماعي هو أحد الأمراض العصبية أو العصابية، وهو من أمراض المخاوف، ويعالج بطريقيتن أساسيتين:
الطريقة الأولى: هي طريقة العلاج السلوكي والتي تتمثل في المواجهة، أي بمعنى أن الإنسان من الضروري أن يواجه مصدر خوفه مهما كان هذا المصدر، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولا، بمعنى أن يعرض الإنسان نفسه في الخيال للمواقف التي ربما تسبب له المخاوف، بأن يتخيل نفسه في موقف اجتماعي، أو أنه يتكلم أو يحاضر، أو يخطب أمام مجموعة من الناس، أو أنه يصلي بالجماعة في المسجد، أو أنه يقابل الضيوف، أو أنه كان عليه أن يقدم تقريرا أمام أحد كبار المسؤولين، وهكذا.
فقط هذا التخيل يتطلب أن يأخذه الإنسان بجدية، وأن يعطيه الوقت الكافي، وهو أن تكون هذه الجلسة النفسية الذاتية في مكان هادئ، في البيت أو في المكتب، وألا تقل مدة هذه الجلسة عن نصف ساعة، وأن تكرر بصفة يومية، ونتائجها جيدة وبديعة جدا، وهي تساعد بعد ذلك على أن يبدأ الإنسان المواجهة في الواقع -أي في الطبيعة-، وهي أن تكون أكثر جرأة وإقداما على مواجهة المواقف الاجتماعية.
ومن الضروري جدا يا أخي أيضا أن تصحح المفهوم الشائع لدى الكثيرين، وهو الاعتقاد بأن الإنسان سوف يفشل أو أنه يرتعش أو أن وجهه يحمر، أو أنه سوف يسقط أرضا أمام الآخرين، هذا الشعور ليس حقيقة، أرجو أن أؤكد لك ذلك حسب ما دلت عليه الأبحاث العلمية.
بالنسبة للعلاج الدوائي هو الشق الثاني في العلاج، وهنالك أدوية كثيرة جدا وكلها ممتازة، ولكن هنالك أدوية تتميز حقيقة بأنها أكثر فعالية، أكثر الأدوية فعالية لعلاج الرهاب الاجتماعي هو الزيروكسات، ويعقبه العلاج الذي يعرف باسم سبرلكس، كما أن الاويوركس -وهو الدواء الذي تناولته- يعتبر من الأدوية الممتازة جدا، فقط يتطلب أن تأخذه بجرعة عالية لا تقل عن 600 ملجرام في اليوم، والحبة الواحدة بها 150 ملجرام.
بالنسبة للاندرال الذي ذكرته، حقيقة الاندرال لا يعالج المخاوف في ذاتها، ولكنه يعالج الأعراض الجسدية التي تكون مصاحبة للمخاوف، حيث أن الخوف يؤدي إلى ارتفاع مادة تعرف باسم الادرانالين، وإفراز هذه المادة وارتفاعها يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، والاندرال يخفض هذا الارتفاع مما يشعر الإنسان بالراحة، إذن هو علاج جيد ولكنه لا يعالج المرض في ذاته.
بالنسبة لعلاج التينورمين الذي أخذته، التينورمين هو في الأصل يستعمل لعلاج ضغط الدم، وهو قريب جدا من الاندرال ويعتبر عوضا عنه، فيا أخي يمكنك استعمال التينورمين بجرعة 25 ملجرام في اليوم، أو يمكنك استعمال الاندرال وهنالك نوع من الاندرال يعرف باسم (اندرال LA80) وهو يعتبر جيد جدا وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم، إذن فاستعمال الاندرال L a 80 أو التينورمين كلاهما جيد، ولا داعي لاستعمالهما مع بعضهما العض.
إلا أني يا أخي أنصحك حقا وحقيقة أن تجرب العلاج الذي يعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي 10 ملجرام ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 20 ملجرام، وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم ترفعها إلى 40 ملجرام –أي حبتين في اليوم- وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر، حتى تتوقف عن هذا الدواء، هذا الدواء هو العلاج الأفضل لعلاج المخاوف، وهو يعالج المخاوف في أصلها، ولا يعالج الأعراض فقط، كما هو الحال بالنسبة للتينورمين أو الاندرال.
وبالله التوفيق.