السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء)، ونحن نعلم علم يقين أن هذا المرض والذي سأشخصه لك لاحقا له دواء لا محالة، وخصوصا إذا وجد يد العون من رجال مثلكم ينصحون كل حيران وتائه ويأخذون بيد المريض إلى بر الشفاء، إنكم بفعلكم هذا قد أرضيتم ربكم وكنتم خليفته في أرضه تجبرون الكسير وتحطمون قيد الأسير.
أما بخصوص هذا المرض، فهو رعشة تحدث في يدي اليسرى بدون إرادتي، لم أعرف سبب ذلك؟ وأريد وصفة طبية أو طبيعية لعلاج ذلك، وقد نصحني بعضهم في مزاولة الرياضة، فماذا تنصحون جزاكم الله عن الإسلام خيرا؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Boughnis حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكرك على تواصلك وثقتك في إسلام ويب، ونشكرك على كلماتك الطيبة وهذا الدعاء الذي تفضلت به، الذي نسأل الله تعالى أن يتقبله وأن ينفع بنا جميعا، وأن يكتب لك الصحة والعافية والشفاء.
فإن الرعشة في اليدين ربما يكون لها عدة أسباب، ونحاول أن نربط هذه الأسباب بالعمر، فمثلا عند صغار السن والذين هم في مرحلة الشباب من أمثالك، ربما يكون القلق النفسي هو السبب، أو المخاوف في المواقف الاجتماعية ربما تكون هي أيضا أحد الأسباب.
بعض الناس قد يكون لديهم زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية، وهذا أيضا قد يؤدي إلى هذه الرعشة، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه الرعشة موجودة لدى أعضاء آخرين في الأسرة، وهنا تسمى بـ (الرعشة الحميدة) التي تجري في الأسر.
هذه هي الأسباب العامة في مثل عمرك، وفي الأعمار الأخرى خاصة عند كبار السن: تصلب الشرايين ربما يؤدي إلى ذلك، كما أن هنالك علة معروفة جدا تعرف باسم (الشلل الرعاشي)، وهذه من أكبر الأسباب وهي حالة معروفة لدى الأطباء، ويتم تشخيصها بواسطة الطبيب الباطني أو طبيب الأعصاب.
الذي أرجوه منك هو: إذا كان هنالك أي قلق أقول لك: لا تقلق.
ثانيا: يفضل أن تقوم بإجراء فحص للغدة الدرقية، والاحتمال ضعيف أن يكون هناك زيادة في إفرازها، ولكن التأكد أيضا ضروري، وإذا اتضح أنه توجد أي زيادة في إفراز الهرمون فهذا علاجه سهل جدا ويتم عن طريق مقابلة طبيب الغدد الصماء.
ممارسة الرياضة بالفعل مفيدة، وبجانب الرياضة هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه أيضا جيدة ومفيدة جدا، وهذه التمارين كثيرة وعديدة، منها تمارين التنفس المتدرج، أو استرخاء العضلات المتدرج. ولتطبيق تمارين استرخاء العضلات المتدرج، يفضل أن تقابل أخصائي نفسي ليقوم بتدريبك على ذلك، وإذا كان ذلك صعبا فقم بالتالي:
1) أجلس على كرس مريح أو يمكنك أن تضطجع على السرير.
2) كن في حالة من التركيز والانتباه.
3) قم بالقبض على راحة يديك واضغط عليها بشدة، وتأمل أنك الآن تشد في هذه العضلات، وبعد ذلك قم باسترخائها وقل لنفسك (أنا الآن في حالة من الاسترخاء التام).
كرر هذا التمرين ثلاث مرات.
4) بعد ذلك انتقل لعضلات الصدر، ثم عضلات البطن، ثم عضلات الرجلين والرقبة وهكذا.
هذه التمارين مفيدة جدا، وتوجد أيضا تمارين للتنفس، ومن أبسطها هو:
1) استلق على سرير وكن في حالة استرخاء.
2) أغمض عينيك وافتح فمك قليلا.
3) خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف.
4) املأ صدرك بالهواء وامسك على الهواء لفترة قليلة في صدرك.
5) أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء وبتركيز.
إذن عملية الشهيق والزفير حين تطبق بهذه الصورة فهي ذات فائدة كبيرة جدا، وأنصحك أن تكررها بصفة متوالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة في اليوم.
أنصحك أيضا بأن تتجنب تناول الشاي والقهوة، خاصة إذا كنت تتناولها بكميات كبيرة، فهي مثيرة للأعصاب لدى بعض الناس وقد تسبب الرعشة.
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم توجد أدوية ممتازة وأدوية فعالة جدا، من أفضلها دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراما في الصباح وعشرين مليجراما في المساء لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرين مليجراما صباحا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، ولكن لا يمنع أن تتناوله إذا كنت تحس بأي نوع من القلق في الظروف التي تتطلب المواجهات.
وبالمناسبة إذا كنت تحس فعلا بأنك متوتر داخليا وهذه الرعشة مرتبطة بالتوتر الداخلي، هنا أنصحك أيضا بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، منها دواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم خمسين مليجراما في الصباح لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
وإذا كان القلق والرعشة تأتيك في المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهة، فهنا العلاج الأفضل بجانب الإندرال يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) أو يسمى في الجزائر باسم (ديروكسات Deroxat)، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) يوميا، تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم ارفعها إلى حبة كاملة (عشرين مليجراما) يوميا لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم إلى عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه وصفات علاجية دوائية سليمة جدا وجيدة جدا، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها النفع والفائدة، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.