الغيرة بين الأشقاء

0 779

السؤال

لدي بنت عمرها سنتان، وأخوها عمره سنة، المشكلة هي أن البنت لا تدعني أهتم بأخيها نهائيا، وتظل تبكي عندما أحمله أو أي شيء، فتركت مسئولية أخيها للشغالة، مع المراقبة عن بعد، والولد صار يفهم ويريدني، والبنت ليست راضية، وأجد نفسي محتارة، كيف أهتم بولدي من غير أن أضايق أخته؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه مشكلة عامة تواجه الكثير من الأسر، فموضوع الغيرة بين الأشقاء كثيرة وتأخذ صورا مختلفة حسب المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، كما أن منهج التربية التي انتهج من قبل الوالدين يلعب دورا كبيرا في ذلك.

لا شك أن الطفل الأول قد استأثر بكثير من الاهتمام، كما أن الطفل الخاص أيضا تحدث له مشاكل تربوية كبيرة، وذلك نسبة للاهتمام الشديد به، وأقصد بالطفل الخاص هو الطفل الأول أو الطفل الأخير أو الولد وسط البنات أو البنت وسط البنين، أو الطفل الذي ولد بعد فترة من الزمن، أو الطفل الذي يعاني من أي نوع من الإعاقة، كل هؤلاء حقيقة تظهر فيهم أخطاء تربوية كبيرة وذلك بسبب وضعهم الخاص.

عموما الذي ذكرته هذا من العموميات، وبالنسبة لابنتك من الواضح أنها قد وجدت اهتماما كبيرا، وهذا من حقها بالطبع، ثم بعد ذلك حين أتى أخوها الصغير، بدأت تصاب بهذه الغيرة، وتطالب بالمزيد من الاهتمام ولا تريد من يشاركها في هذا الأمر.

والذي أنصح به هو تجاهل تصرفاتها بقدر المستطاع، ثم محاولة إدخالها في إدارة شئون أخيها، هذا يفرحها جدا ويجعلها تقبله بصورة كبيرة، مثلا بالرغم من صغر سنها إلا أنها يمكن أن تكلف بأن تحضر له مثلا طعامه أو ملابسه، وشيئا من هذا القبيل، اجعليها تشارك في هذا، هذا يطفئ نار غيرتها، ويجعلها تقبل الأمر.

فإذن المبادئ واضحة جدا وهي تقوم على التجاهل بقدر المستطاع، وكذلك جعلها هي تهتم بأخيها وتشارك في رعايته، تقوم باللعب معه، وهكذا.

حاولي أن تتجنبي التعامل مع ابنك بالصورة التي تثير غيرتها، هذا أيضا بالطبع يساعد، واعلمي أن هذه مراحل عابرة في حياة الأطفال والأسر، فيجب أن لا تنزعجي لهذا، وسلي الله أن يمدك بالصبر وأن يحفظ لك ذريتك، وعليك أيضا أن تأخذي قسطا من الراحة خاصة حينما يكون الأطفال نائمين ليلا وهكذا؛ لأن إنهاك الأم وتعبها الشديد إذا كان هذا التعب جسديا أو نفسيا يجعلها لا تتحمل أبدا ما يصدر من أبنائها، هذه ملاحظة مهمة، وأنا دائما أحاول أن ألفت النظر إليها، وكثير من الأمهات اعترفن لي أن درجة التحمل لديهن أصبحت أضعف وأقل مما كان، وهذا دليل أن وضع الأطفال لم يتغير كثيرا ولكن وضع الأم هو الذي تغير، فقط هذه حقيقة وددت أن أنبه إليها، نسأل الله لأسرتك الحفظ والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات