أشعر أني متعلقة بصديقتي.. فما توجيهكم؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة وهي أني أحب صديقتي في الله، والله يعلم كم قدرها لدي، لأنها كثيرا ما تنصحني وتذكرني بالله، وقد غيرت بعض العادات السابقة بفضل الله ثم بفضلها، ولكني أحسست بأني متعلقة بها، ولا يمكنني الابتعاد عنها، وأتمنى لو تصبح في يوم ما أختي، فهل فعلي هذا محرم؟ أنا لا أريد سوى أن أصبح صديقتها، ولكن تصدر مني تصرفات مزعجة جدا، كرسائل أرسلها لها أكثر من مرة في اليوم.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابنة الحرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأخوة في الله لها منزلة عظيمة، وإن المتحابين في الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، شريطة أن تكون المحبة في الله ولله وعلى مراد الله، وقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في حبهم لرسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وفي حبهم لبعضهم البعض، حتى كان فيهم من يشتاق لأخيه بمجرد مفارقته، فيعود ليبحث عنه.

ورباط العقيدة هو أعظم رباط، وأرواح الموحدين واحدة، وأجسادهم متفرقة، فإذا كان الأمر على هذا فلا مانع، ولكن سوف أسألك بعض الأسئلة: لماذا أنت تحبين هذه الصديقة؟ هل لأجل دينها؟ أم لأجل جمالها أو مالها أو ثيابها؟ وهل تجدين في نفسك حبا للصالحات الأخريات؟ ولا تتضايقين إذا زاحمتك أخت على هذه الصديقة؟ وهل تغارين ممن يكلمنها؟ وهل يمكن أن تقولي لها (لا) إذا عصت الله؟ وهل تفعلين الطاعات لله أم لأجلها؟

هذه بعض الأسئلة الكاشفة، وأنت أعلم بنفسك منا، والله أعلم بك من نفسك.

وعليه فإننا نقول: الصداقة مطلوبة، والأخوة مطلوبة، ولكن ما أريد به وجه الله يبقى، وكل أخوة وصداقة لا تقوم على الإيمان والدين تنقلب إلى عداوة، قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))[الزخرف:67].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بشكر الله ما دامت الأخوة بينك وبينها لله وفي الله وعلى مراد الله، وبالتوبة والاستغفار، وتصحيح المسار إذا كانت العلاقة لأجل دنيا أو مظاهر أو مجرد مصالح، ونسأل الله أن يصرف قلوبنا إلى طاعته.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات