السؤال
السلام عليكم.
ابنتي عمرها الآن ثلاث سنوات، وصحتها العامة في الفترة السابقة -ما شاء الله لا قوة إلا بالله- ممتازة، الولادة كانت قيصرية لأن حوض الأم ضيق، النمو طبيعي جدا، ومستوى الذكاء ممتاز، عندما رزقنا بطفلة أخرى بدأت تشعر بغيرة شديدة على أمها بالأخص وأهملناها فعلا، وكانت تبكي كثيرا بدون سبب واضح، وفي إحدى المرات تركتها أنا وأمها تبكي بعد يومين من البكاء المتصل غيرر المبرر، وفي الصباح فوجئت بها عندها تشنج وأسرعت بها إلى المستشفى فأعطوها حقنة في الوريد، وعملوا لها تحاليل وأشعة مقطعية على المخ، وكل شيء كان عاديا، والحرارة لم ترتفع.
ما لفت انتباهي أن زمن النوبة يعتبر طويلا؛ لأنها لم تنته إلا عندما ذهبنا للمستشفى حوالي 45 دقيقة، وعندما فحصها استشاري المخ والأعصاب قال إنه ما زال هناك تشنجات خفيفة، واستبعد الصرع؛ لأن نوبة الصراع لا يكون بعدها توابع، وطلب مني الذهاب للحميات وتم فحصها هناك، وتبين خلوها من أي التهاب مخي، وخاصة أن الحرارة لم ترتفع - الحمد لله - وهناك قالوا يمكن يكون صرع، هي الآن بحالة طبيعية جدا، وأنا الآن أريد الاطمئنان.
هل نوبات الصرع تكون متكررة على فترات متقاربة؟ وهل أعمل رسم مخ أو أنتظر تكرار الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MOHAMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه النوبة التي حدثت لهذه الابنة - حفظها الله - والتي استمرت لخمسة وأربعين دقيقة تعتبر نوبة طويلة نسبيا كما تفضلت وذكرت، وأنا أشك أن تكون نوبة صرعية، ربما تكون مرتبطة بالحميات كما ذكر لك الطبيب، وإجراء تخطيط للدماغ لا شك أنه أمر جيد ومن خلال هذا الرسم يتم التأكد من وضع كهرباء الدماغ، فأنا أقول أنه يمكن إجراء هذا التخطيط بعد شهر من الآن مثلا، وذلك فقط بهدف المتابعة وهدف التأكد.
والأمر الآخر وهو أن الطفلة ما دامت كانت في حالة من البكاء المستمر ربما يكون هذا الذي أثر عليها وأدى إلى هذه التشنجات؛ لأن الانفعال الزائد ربما يؤدي إلى تشنجات أيضا، وتكون في الغالب تشنجات خفيفة، وفي بعض الأطفال الانفعالات الزائدة وارتفاع درجة الحرارة أيضا ربما تنشط بؤر صرعية خاملة، ولن تأتي هذه النوبات مرة أخرى إلا إذا وجدت هذه المثيرات أو الروابط مرة أخرى.
هنالك أطفال يحدث لهم ما يسمى بمسك التنفس، الطفل يمسك على نفسه، وهذا أيضا يظهر في شكل ما يشبه التشنجات، وهذا حينما يكون الطفل في حالة انفعال وغضب وربما يتكرر معه.
عموما كما ذكرت لك هذه الابنة - حفظها الله - تتطلب فقط المراقبة، وليس أكثر من ذلك، ويمكن إجراء تخطيط الدماغ لها بعد شهر من الآن، ويفضل أن يكون التواصل مع استشاري المخ والأعصاب المختص بالأطفال.
هنالك أمر آخر: وهو أن تعامل الطفلة معاملة عادية جدا، وأن نبدي بها الاهتمام بالطبع، ونحاول أن نراقبها، ولكن في نفس الوقت نكون حذرين من أن لا نضع عراقيل في تربيتها، وذلك بأن لا نعاملها معاملة المريض أو أن هذه النوبات الصرعية سوف تأتيها إذا عوملت بصورة جادة وحازمة بعض الشيء، فأرجو أن لا نقع في هذا الخطأ التربوي، وأن تعامل الطفلة وتربى بصورة متوازنة جدا.
بارك الله فيك، وأشكرك - أيها الفاضل الكريم - على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لها العافية والشفاء.