أخبرتني بمرضها بعد أن خطبتها وتعلقنا ببعضنا البعض!!

0 225

السؤال

تقدمت لخطبة امرأة ذات علم وحسب ونسب، وتعلقنا ببعضنا البعض، ثم فجأة أخبرتني بأن لديها حالة تتعلق بالتحسس بالضغط لفترات طويلة على جسدها، وعلمت أن هذه الحالة تسمى التحسس بالضغط (pressure urticaria) وبالعربي تسمى "الشرى" أو "أرتكاريا" والتي لا علاج لها اللهم إلا أن يشفى منها المصاب بعد فترة ليست قصيرة دون علاج، وأسبابها غير معروفة، فصرت في حيرة من أمري ومعجب بشجاعتها ومتعلق بها أكثر، وفي ذات الوقت لا أرفضها، وأخاف أن تنتقل الحالة للأبناء -أي وراثية- فصرت في حيرة من أمري إن تحدثت عن الأمر مشيرا للفراق أراها تجزع جزعا شديدا، وأخاف أن يؤثر الأمر عليها نفسيا، وإن استمريت معها أحس بقلق متوال ومتجدد دوما بين حين وآخر، هل أستمر أم أتوقف؟ وأخاف أن لا أتزوج بعدها خاصة أنني في سن منتصف العمر، مع العلم أنها في الفترة الأخيرة أشارت إلى أنني ضخمت الأمر، وهي تود فقط أن تتدلع وأن تتلقى مني كلمات عطف ولا شيء فوق ذلك، وأن الأمر بسيط جدا لا يخلو من حدوث ردة فعل بعد الضغط الشديد.

أرجو إفادتي طبيا ودينيا، ولكم من الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الموضوع بسيط ولا يحتاج هذه المبالغة في ردة الفعل، فشرى الضغط هو مرض سليم ليس انتقاليا (ليس معديا) ولا مميتا ولا خطيرا، وإنما يعود بعودة الأسباب ويزول بزوال الأسباب، ولا أرى مبررا من الناحية العلمية لفك الخطبة لهذا السبب، وفعلا كلمتها مناسبة فقد ضخمت الأمر أكثر مما يستحق بكثير،
فليس هناك يقين بأن كل من يشكو من شرى الضغط سيورث هذا الأمر لكل أولاده من الذكور والإناث.

إن الشرى (بشكل عام وليس شرى الضغط فقط) هو ببساطة عبارة عن اتساع مؤقت في الأوعية الدموية، يؤدي إلى ظهور لون وردي في الموضع، وقد يكون ذلك تاليا لأسباب عديدة، منها الضغط ومنها الطعام أو الأدوية أو العوامل الفيزيائية كالحرارة أو البرودة، ولا ضرورة لعلاجه إن كان متوضعا ومحدودا في مساحة صغيرة، ولكن إن كان شديدا فيمكن أخذ حبوب مضادات الهيستامين فهي على الأغلب كفيلة في تحسنه، وهو حتى وإن كان شديدا فيحتاج قبل كل شيء معرفة السبب وتجنبه وبعدها يكون العلاج.

إن البحث عن الإنسان الكامل (من الناحية الصحية أو الخلقية) غير موجود، فلربما تفترقا وتبحث عن غيرها فلا تجد، خاصة وأنك في العقد الخامس من العمر وفرصتك أقل من أصحاب العقد الثالث في الزواج، ولا يبقى لهذا السن إلا أصحاب الحالات الخاصة كالمطلقة أو الأرملة أو التي عندها أولاد من غيرك أو الأقل جمالا ولذلك تأخرت أو الأقل تعلما أو الأقل نسبا أو الأقل شجاعة أو الأقل تعلقا بك أو الأقل كفاءة أو شخصيتها غير متوافقة مع شخصيتك وغيرهن.

إنك إن رفضت زوجتك الحالية لهذا الأمر البسيط وكسرت مشاعرها فلربما ترفضك أخرى لسبب فيك كان قديما اعتدت عليه وحسبت أنه طبيعي ومقبول بينما الطرف الآخر لا يعتبره مقبولا، أو حديث كأمر طارئ، والجزاء من جنس العمل.

أنت إن رفضتها لهذا السبب سيقول الناس أنك موسوس وسيشيع عنك هذا، وقد يخفي أهل الخطيبة التالية أي سبب مهما كان بسيطا خوفا من رفضك لابنتهم، ولربما تفاجأ بعد الزواج بفترة أنه عندها كذا وكذا مما هو أسوأ من الشرى حتى ولو كان سليما، فتكون برفضك جعلت الناس يخفون عنك بينما زوجتك الحالية صريحة وواضحة وجريئة حسب قولك.

من باب الأمانة العلمية نورد الاستشارات التالية التي تناقش الأورتيكاريا أو الشرى من عدة نواح، ولكن لا يعني أن كل ما ذكر فيها يجب أن يحدث مع خطيبتك أو زوجتك: الشرى الفيزيائي في الاستشارة رقم 268240 والشرى بشكل عام مفصلا في الاستشارة رقم 235453 .

ختاما أقول لك أنت ضخمت الموضوع وهو بسيط وليس بهذا التعقيد، وهو ليس معديا ولا خطيرا، وانتقاله للأولاد ظني وليس يقينيا، وبنسبة وليس 100%، فاقرأ عن الموضوع أكثر، فالإنسان عدو ما يجهل، ولا تبالغ في إسقاط الموجودات على الزوجة، لأن البحث هو عام وليس خاصا بحالة زوجتك، ورفضك لها سيخسرك فرصة الزواج منها ولربما في المستقبل قد لا تجد حتى من هي دونها فتندم حيث لا ينفع الندم، والقرار قرارك وليس لأحد إلا المشورة وإبداء الرأي ولا يستطيع أحد أن يفرض عليك رأيه، ولك أن تستشير أكثر من جهة للاطمئنان.

أسأل الله لك التوفيق في حياتك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات