السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل المصاب بكهرباء زائدة في الرأس لا يخرج ويتعرض للبرق؟ وهل البرق يضره من بعيد أو قريب؟
وأريد توضيحا عن كل ما يجب أن يبتعد عنه المريض، وهل لعب الكرة يضر المريض؟ لأن الدكتور منعه عنها، مع العلم أن عمره (17) عاما.
وهل نسبة الكهرباء 9 - 10 تعتبر قوية أم لا؟ وما هي أقوى نسبة؟ وما هي أقل نسبة؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ انتقال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما يقصد به بزيادة كهرباء الدماغ ربما لا يكون تعبيرا دقيقا، المقصود هو أن الإفراز الكهربائي في الدماغ غير منتظم بعض الشيء، بمعنى أن بعض الذبذبات قد يكون فيها نوع من الاندفاع الزائد، أو السرعة الزائدة أو شيء من هذا القبيل، وحينما نقول: إن كهرباء الدماغ زائدة هذا تعبير آخر عن وجود بؤرة صرعية، وأنا دائما أحب أن أسمي الأمور بأسمائها الصحيحة.
فيا أخي! إذا كان المقصود أن هذا الأخ أو الشخص – عافاه الله تعالى – يعاني من مرض الصرع، وكل المؤشرات التي ذكرتها تدل على ذلك، فنقول لك: إنه ليس هناك زيادة حقيقة في كهرباء الدماغ، إنما هو عدم انتظام في كهرباء الدماغ، وهذه الحالات بفضل الله تعالى تعالج معالجة شبه كاملة الآن.
الضروري جدا هو الالتزام التام بالدواء، بالجرعة الصحيحة التي وصفها الطبيب وللمدة المطلوبة، وهذه هي النصيحة التي دائما نحرص عليها أخي الكريم، فأرجو الأخذ بها.
أما بخصوص البرق فلا علاقة أبدا للبرق بالبؤر الصرعية، هناك من ربط بين النظر إلى أنوار ساطعة وشديدة وإثارة البؤرة الصرعية، ولكن ليس للبرق علاقة مباشرة، ربما نقول: أحد الاحتياطات أن لا ينظر مريض الصرع نظرا مباشرا إلى ضوء ساطع، ويفضل إذا احتاج الإنسان أن يتعامل مع الكمبيوتر أو ينظر إلى التلفزيون ويشاهده لفترة طويلة، يفضل هنا أن تكون الإضاءة خافتة بعض الشيء.
بالنسبة للأشياء الأخرى التي يجب أن يتجنبها مريض الصرع بالطبع السباحة، يجب أن يتجنبها، الصعود في الأماكن العالية، وبصفة عامة أيضا لا نفضل أن يقود مريض الصرع السيارة إلا إذا كان هناك ضمان كاف أنه لن تعاوده النوبات لمدة عام على الأقل، هذا بصفة عامة.
أيضا شرب كميات كبيرة من السوائل في فترة قصيرة قد لا يكون محبذا؛ لأن ذلك قد يثير أيضا البؤرة الصرعية.
هذه المحاذير لا بأس بالأخذ بها، ولكن الضروري والمهم جدا هو الالتزام التام بتناول العلاج الدوائي.
بالنسبة لنسبة الكهرباء؛ فهذا الأمر أيضا قد لا يكون دقيقا، فإن هنالك موجات مختلفة في الدماغ، هناك موجة تسمى (ألفا)، وأخرى تسمى (بيتا)، وثالثة تسمى (سيتا) ورابعة تسمى (دلتا)، وهذه حقيقة توجد في نطاق مختلف يبدأ من ثلاثة وينتهي في أربعة عشر مثلا.
النسبة التي ذكرتها وهي (9 - 10) هي نسبة طبيعية جدا إذا كان ذلك في نطاق الموجة المعروفة بـ (ألفا)، وهي الموجة الأساسية.
فأخي الكريم! لا تشغل نفسك كثيرا بهذا الأمر، فهي فنيات دقيقة ومعقدة بعض الشيء، والذي أود أن أركز عليه تماما هو أن هذه الحالات يمكن علاجها بصورة كاملة جدا بإذن الله تعالى، فقط ضرورة الالتزام التام بتناول الدواء بجرعته الصحيحة، والأمر الآخر أن هذا الشاب – شفاه الله وعافاه – يجب أن يعيش حياته بصورة طبيعية، يجب أن لا نعامله كمعاق، هذا ليس أمرا منصوحا به، يجب أن يذهب إلى دراسته، يجتهد، يشارك في النشاطات الاجتماعية، وبالنسبة لممارسة الرياضة فهنالك توجه عام أن الرياضات العنيفة ليست مطلوبة، وكرة القدم ربما تكون من الرياضات العنيفة، أما بخلاف ذلك فلا مانع أن يمارس بعض الرياضات المعقولة مع تجنب السباحة كما ذكرنا ذلك لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على تواصلك مع (إسلام ويب)، ونسأل الله تعالى لمريضكم العافية والشفاء، ولجميع مرضى المسلمين.