الرغبة الشديدة في الزواج مع قلة ذات اليد

0 587

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الزواج لكي أعصم نفسي من الزنا، وأيضا للاستقرار في الحياة، وللاستمتاع برؤية الأولاد والبنات، لكني أعاني من أزمات مالية مؤقتة، ولا أملك نقودا تكفي للزواج، وأريد التقدم لخطبة فتاة، ولا أعلم هل أقدم على هذه الخطوة أم لا.

علما بأنني أسمع من أصحابي أن الذي ينوي الزواج ييسر الله تعالى أموره ويرزقه، ولكني أخاف من أن أقدم على هذه الخطوة ولا تتسير أموري؛ حيث من المفترض أن آخذ بالأسباب، والحقيقة أنه لا شيء مبشر بالخير من ناحية تحسين راتبي في العمل، حيث إني شاب مغترب للعمل، وقد أكملت خمس سنوات في غربتي لمساعدة أهلي، وقد كانت خمس سنوات صعبة في حياتي، فقد عانيت من وضع صحي غير جيد، وعانيت من مرض ارتفاع ضغط الدم بسبب الظروف السيئة التي تعرضت لها هناك ولا زلت أتعرض لها.

وأنا شاب في السادسة والعشرين من العمر، ولكني أريد الزواج؛ لأني بحاجة ماسة إليه، وخصوصا هذه الفترة، فأنا أريد امرأة تخفف عني وتحن علي وترعاني، فأحببت أن أستشيركم في الأمر، فلا تبخلوا علي بما ترونه مناسبا، وسأنفذ ما تقولونه لي بالحرف الواحد.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله سبحانه بفضله يعين الناكح يريد العفاف، وقد قال في كتابه: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله))[النور:32].

وقد أيقن السلف بذلك، فكانوا يلتمسون الغنى في النكاح، والعلاقة وثيقة بين الغنى والنكاح؛ لأن المرأة تأتي برزقها، وهو أيضا له رزقه، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، كما أن الرجل إذا تزوج فإنه يهتم أكثر وأكثر، فيبحث عن عمل إضافي، ويقتصد في الدراهم التي تقع في يده، ويبارك العظيم بكرمه وفضله قبل ذلك وبعده.

ولا شك أن فعل الأسباب مطلوب، وعلى الإنسان أن يسعى، والنجاح هبة الفتاح، وترك العمل بالأسباب جنون، والتعويل على الأسباب والاعتماد عليها خدش في التوحيد وعمل لا يكون، ولكن المسلم أن يفعلها ويتوكل، ومن هنا فنحن ندعوك إلى الاستعداد بما تقدر عليه، والله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، إلا ما آتاها، فإذا بذلت ما تستطيع وتوكلت على الله جاءك الخير والتوفيق.

وأنت مشكور على ما قمت به تجاه أسرتك، وسوف تجد ثواب ذلك في الدنيا والآخرة بفضل الله ورحمته؛ فإن بر الوالدين من الطاعات التي يجد الإنسان ثمرتها في الدنيا، مع ما أعد الله للبارين في الآخرة.

ونحن ننصحك بأن تتفاءل بالخير وتبتعد عن التشاؤم، ولا مانع من أن تقدم على هذه الخطوة بعد أن تتهيأ بما يتيسر لك، وعليك أن تحسن الاختيار؛ لأن هذه المسألة هي الأخطر والأهم، وأسس حياتك على الطاعة والوضوح، واحرص على مشاورة أهلك، واطلب مساعدتهم وتشجيعهم، ولا تقصر في الإحسان إليهم حسب استطاعتك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والإكثار من طاعته والتقرب إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات