الموقف من زوجة الأب المفسدة لقلب على أولاده

0 541

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أبدأ بشكري الخاص لهذا الموقع الجميل والرائع والمفيد للمجتمع العربي والمسلمين عامة.

أنا أتكلم باسمي واسم إخوتي، مشكلتنا نحن الإخوة الأيتام هي كمشكلة أي أبناء قد فقدوا أمهم في سن مبكرة.

بدأت المشكلة منذ العام الذي توفيت أمنا رحمها الله، فحزنا وسنحزن كثيرا، وأبي مثل أي أب مسلم تزوج بغية الستر ومحاولته للم شمل الأسرة من جديد، في البداية عارضنا لسماعنا الكثير من الأحاديث عن معاملة امرأة الأب القاسية وغير الإنسانية، لكننا في النهاية وافقنا تحت تأثير الأقارب والأصدقاء لمحاولتهم إقناعنا بالموافقة مستخدمين أساليب مقنعة، مثل الأحاديث النبوية عن عقوق الوالدين وغيرها.

النتيجة هي أننا اقتنعنا في حق أبي في الزواج، وها قد مر على زواج أبي شهرين، والمشاكل والمنازعات قد حلت مثلما كنت أتوقع بل أسوأ بكثير، كانحياز أبي إلى صف زوجته على الدوام، مع محاولتنا الكثيرة لكي نفهمه أن الحق عليها ولكن دون فائدة.

مثلا: صوتها المرتفع أثناء الكلام، ومن ثم أسلوبها غير المناسب في المعاملة، وأخيرا وهو الأهم أنها تفسد الأب علينا بالغيب محاولة أن تفسد علاقتنا بأبينا، وهي في السبيل لأن تنجح، فقد شغلت كل اهتماماته حتى أصبح لا يهتم بأمورنا أبدا ولا نتلقى منه سوى اللوم والتوبيخ، بعد ما كان الأب الحنون الطيب أصبح الأب القاسي، بل إنه انقلب رأسا على عقب، وهذا بسبب زوجته، ويوجد عندنا العديد من الأسئلة، والرجاء الإجابة عليها بأسرع وقت ممكن؛ لأننا متوكلون على الله ومن ثم عليكم، فلا يوجد لنا أحد، أين نذهب إلا إليكم، بعدما اقترح علينا صديق التوجه إليكم، وها نحن جئناكم بعدة أسئلة واستفسارات آملين أن تجيبوا عليها:

1) ما عسانا فاعلين جراء معاملتها السيئة لنا؟
2) ما عسانا فاعلين مع أبينا المنحاز؟
3) هل معاملته هذه تدل على أنه مسحور؟
4) كيف نستطيع التخلص من هذه المشكلة؟

ما رأيكم أنتم في هذه المشكلة ككل؟ وماذا تقترحون علينا بالتصدي لها وعدم إشغالنا عن دروسنا، علما بأننا طلاب؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الله حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان الله في عونك يا ولدي أنت وإخوانك، ونسأله تبارك وتعالى أن يذهب عنكم هذا الهم، وأن يمن عليكم بعودة السعادة والأمن والاستقرار إلى أسرتكم الكريمة، وإلى بلدكم الغالي فلسطين السليبة.

ولدي عبد الله! هناك مشاكل يقف أمامها الإنسان حائرا عاجزا، ليس لصعوبتها، ولكن لأن الحل قد يكون قاسيا وشديدا، فماذا تفعلون من أب هو شرعا له عليكم السمع والطاعة إلى أبعد الحدود، وما دام لا يأمر بمعصية؟ وماذا تفعلون مع امرأة أصبحت بمنزلة أمكم، ولها الحرمة الشرعية مثلما لأمكم رحمها الله؟!

لا أجد شيئا أنصح به أكثر من الآتي:

1- المعاملة بالمعروف، والإحسان إليهما قدر استطاعتكم مهما كان الأمر؛ لاحتمال أن تؤثر هذه المعاملة في تغيير هذا الوضع المحزن.

2- الصبر الجميل، وعدم الشكوى من كل صغيرة وكبيرة؛ لأن هذا قطعا سوف يزعج والدكم وزوجته إزعاجا شديدا، فلا تشكوا لأحد ما يحدث منهما، وتحملوا واصبروا، لعل هذا يساهم في التغيير.

3- الدعاء والإلحاح على الله أن يصلحها، وأن ينزل في قلبها الرحمة والشفقة عليكم منها ومن والدكم، واعلموا أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فأكثروا منه.

4- المساهمة في أعمال المنزل، وقضاء الحوائج، وعدم رفع الصوت، أو إظهار التبرم منها، أو الغضب في وجهها، أو الرد عليها؛ لعل ذلك يردعها.

5- موضوع السحر هذا وارد ونحن لا ننكره، ولكننا لا نريد أن نعلق الأمر كله عليه، خاصة أنه يحرم شرعا الذهاب إلى العرافين أو الكهنة لمعرفة هل هو مسحور أم لا، والإخوة المشايخ الذين يعالجون بالرقية الشرعية لابد أن يقرءوا على الوالد مباشرة ليعرفوا ماذا عنده، فإن وجدتم أحدا صالحا من هؤلاء المشايخ يساعدكم فلا مانع من الاستعانة به؛ لاحتمال أن في الأمر شيئا، مع دعواتي لكم.

بالتوفيق والصبر الجميل.


مواد ذات صلة

الاستشارات