السؤال
السلام عليكم
هل يؤثر مرض السكري على الإنجاب؟ فقد ذهبت لمعرفة تأخر الحمل بعد الإجهاض (حدث الإجهاض شهر ديسمبر في عمر 10 أسابيع)، فتم فحص السكر ووجد أنه مرتفع في البول والدم، أريد أن أطمئن، هل يؤثر ذلك على فرص الحمل والإنجاب؟
إضافة:
أنا متزوجة منذ سنة وأربعة أشهر، وقد حدث حمل وأجهض في 10 أسابيع في شهر ديسمبر الماضي، وقبل أسبوع راجعت الطبيب لمعرفة سبب تأخر الحمل مرة أخرى، وتم فحص السكر ووجد مرتفعا، فهل لذلك تأثير على عدم الحمل مرة أخرى؟ وهل يؤثر على الإنجاب أو يقلل فرص الحمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيجي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالنسبة للدورة الشهرية وللخصوبة عند المرأة فلا يؤثر ارتفاع السكر عليها، بمعنى أن الدورة الشهرية قد تبقى منتظمة، وتحدث الإباضة فيها بشكل طبيعي، وبالنسبة لك هذا الأمر واضح، حيث تم الحمل خلال السنة الأولى من الزواج، كما أنه لا يوجد أي تأثير سلبي للسكري على العلاقة الزوجية.
وبالنسبة للحمل والولادة، فالحمل بحد ذاته يساعد ويؤهب أحيانا في ظهور السكري عند من ليس لديها سكري، وعند التي أصلا لديها سكري يرتفع إلى أرقام أعلى خلال الحمل، ويجعل ضبط السكر في الدم أصعب.
وما أود أن أقوله: هو أن السكري لا يقلل احتمال حدوث الحمل، ولكن يؤثر سلبا على الحمل وعلى الجنين، وعلى الأم إن حملت السيدة المصابة بالسكري وسكر الدم عندها غير منتظم وغير منضبط، ولكن إن كانت خاضعة لعلاج منتظم وكان سكر الدم لديها في المستوى الطبيعي وتمت السيطرة عليه طوال الحمل ليبقى في المستوى الطبيعي، فهنا يمكنها الحمل والولادة مثلها مثل أي سيدة طبيعية أخرى.
ويجب دوما قبل حدوث الحمل بفترة لا تقل عن الثلاثة شهور، يجب أن يكون سكر الدم تحت السيطرة وفي حدود الأرقام الطبيعية، وبعدها من الممكن التخطيط لحدوث الحمل بإذن الله، ويجب أن يبقى مستوى السكر تحت السيطرة وفي المستوى الطبيعي طوال فترة الحمل، ويجب عدم الاعتماد على تحليل السكر في الدم فقط لمعرفة مدى السيطرة عليه، بل يجب إجراء تحليل آخر هو Hba1C بالإضافة لتحليل سكر الدم، وينصح بعدم حدوث الحمل إلا بعد التأكد من أن هذا التحليل الذي ذكرته في حدود الطبيعي.
كما يجب قبل الحمل إجراء تقييم شامل لوظائف الكلية، لمعرفة كفاءة عمل الكلية، وإجراء فحص للعيون والقلب والأوعية الدموية، فإن كان كل شيء طبيعيا وتم ضبط السكر قبل الحمل، فإن شاء الله يمكنها الحمل والولادة بشكل طبيعي، ولكن إن تم الحمل بدون ضبط جيد لمستوى السكر، فهنا قد تحدث مشاكل عديدة سواء للأم أو للجنين، فمثلا قد تزداد نسبة الإجهاضات ونسبة التشوهات الخلقية، وأحيانا تحدث وفاة للجنين خلال الحمل.
وبالنسبة للأم تزداد نسبة إصابتها بتسمم الحمل والالتهابات والنزف بعد الولادة، كما تكثر نسبة الولادة بالعملية القيصرية، ومشاكل أخرى لا مجال لذكرها هنا، وأكرر أن هذا كله يمكن أن يحدث إن وقع الحمل واستمر بدون ضبط دقيق للسكر عند الحامل، لكن إن وقع الحمل وكان السكر مضبوطا قبله وخلاله، فيمكن استمرار الحمل بشكل طبيعي مثلها مثل أي حامل طبيعية، بشرط الانتظام على العلاج والمتابعة مع اختصاصي الغدد واختصاصي النسائية واختصاصي التغذية.
إذن: باختصار بالنسبة لك، فالسكري لن يؤثر على الخصوبة وعلى احتمال حدوث الحمل، فقد يحدث الحمل في أي وقت عندك، لكنه قد قد يسبب الإجهاض للحمل بعد حدوثه إن حملت، وهو غير منضبط.
أتمنى لك كل التوفيق.