السؤال
السلام عليكم.
لدي ابنة عمرها 4 سنوات، دائما سرحانة وعنيدة وعصبية بنفس الوقت، وأحاول أن أتقرب منها كي أخفف عنها، لكني لست قادرة!
أرجو منكم مساعدتي للتغلب على هذه المشكلة مع ابنتي؛ حتى لا تستمر معها المشكلة مستقبلا.
السلام عليكم.
لدي ابنة عمرها 4 سنوات، دائما سرحانة وعنيدة وعصبية بنفس الوقت، وأحاول أن أتقرب منها كي أخفف عنها، لكني لست قادرة!
أرجو منكم مساعدتي للتغلب على هذه المشكلة مع ابنتي؛ حتى لا تستمر معها المشكلة مستقبلا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غزلان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن وصفك لهذه الابنة بأنها دائما سرحانة، فهذا يجعلنا نتوقف عند مستوى ذكائها ومقدراتها العقلية والمعرفية، فإذا كان ذكاؤها طبيعيا فيصبح هذا الأمر أمرا عرضيا ويجب أن لا نهتم به، ومستوى الذكاء يعرف إما بالذهاب إلى الأختصاصي النفسي ليقيس ذكاء الطفلة، أو أن تقارنيها بالأطفال العاديين في عمرها.
فإذا شعرت أنها مثل الأطفال الآخرين في تصرفاتها ومستوى تطور اللغة لديها، فهنا أقول لك ليس هنالك ما يدعوك للقلق من هذه الناحية، ويبقى أن موضوع العناد والعصبية نشأ من خبرة متعلمة، أي أن الطفلة ربما تكون تعودت على وضع معين، مثل تلبية رغباتها وطلباتها في مرحلة عمرية مبكرة قليلة، وبعد ذلك أصبحت تطالب بالمزيد، وهنا واجهت بعض المقاومة.
هذه أحد الأسباب التي تجعل الأطفال يعبرون عن احتجاجهم بالتوتر والعصبية والعناد، أو ربما تكون اكتسبت هذه العصبية من طفل آخر أو من شخص آخر داخل المنزل، هذه كلها سلوكيات مكتسبة ومتعلمة.
وأفضل وسيلة - أيتها الفاضلة الكريمة على تخطي هذه المرحلة هو أن تتجاهلي السلوكيات السلبية بقدر المستطاع، فمثلا إذا عاندت الطفلة في شيء ما أو أظهرت عصبيتها، فليس من المفترض أبدا أن تدخلي معها في نوع من المزاحمة أو المضايقة والانفعال والإصرار على أن تغير سلوكها، أبدا، التجاهل نفسه يعتبر نوعا من العلاج الممتاز جدا، وفي نهاية الأمر سوف يضعف التجاهل السلوك السلبي ويبدأ - إن شاء الله - أن يكسب الطفل سلوكا إيجابيا.
والسلوك الإيجابي يعتمد على التشجيع، وإثابة الطفل وتشجيعه وتحفيزه هي أهم وسيلة لبناء السلوك الإيجابي، ولكن يجب أن نكون يقظين وحذرين في أن لا يتحول التشجيع والتحفيز إلى نوع من التدليل الزائد للطفل.
الطفل لابد أن يعرف نعم، ولابد أن يعرف لا، الطفل عادة ذكي ويفهم أكثر بكثير مما نعتقد، والطفل أيضا في بعض الأحيان يصعب عليه أن يفرق بين الخيال والواقع، وهذا يجعل بعض الأطفال يلجؤون إلى العصبية.
إذن الذي أطلبه منك هو أن تلجئي إلى أسلوب التجاهل وأسلوب الترغيب، الترغيب يقوم على التحفيز، وطريقة النجوم نحن دائما نوصي بها، هذه الطريقة معروفة لدى الأمهات، وهي طريقة سلهة جدا: ضعي لوحة على الحائط بالقرب من سرير الطفلة، واشرحي لها بلغة مفهومة ومبسطة، ويجب أن تدرك إدراكا تاما أهمية هذه النجوم، وأن ما تكسبه من نجوم سوف يستبدل في نهاية الأمر بهدية بسيطة، والتي تفضلها.
وحين تقوم الطفلة بأي سلوك إيجابي قومي بوضع نجمتين لها على هذه اللوحة فوق سريرها مثلا أو على باب غرفتها مثلا، وأشيري إليها بذلك، وقبليها، وابتسمي في وجهها، وهذا يعتبر تحفيزا إيجابيا جدا.
وحين تقوم بسلوك سلبي كالعصبية مثلا، حين تهدأ بعد التجاهل، قولي لها: (يا بنيتي أنت قد تعصبت؛ ولذا سوف أسحب منك نجمة واحدة، وهذا ما اتفقنا عليه)، هذه - يا أختي الكريمة - طريقة جيدة، والطفل في عمر أربع سنوات يستطيع أن يفهمها، ويستطيع أن يدركها، فأرجو أن تطبقي هذه الطريقة.
ولابد أن يكون هنالك التزام تام من جميع أفراد الأسرة من أب وأم وإخوة أو أقارب بالتعامل على نفس النهج، من الأخطاء التربوية الكبيرة التي تحدث في بيوتنا في بعض الأحيان أن الأم تتشدد مع الطفل مثلا، وفي نفس الوقت يكون الأب راخيا وينتهج المنهج الإرضائي للطفل - أو العكس – وهذا ليس صحيحا، فالمفترض أن يواجه الطفل من قبل الوالدين بنفس المنهج التربوي.
هناك نصيحة أخرى وهي أن تتيحي لابنتك فرصة للعب مع الأطفال الآخرين؛ لأن ذلك يمتص الغضب والعصبية من الطفل، ويطور من مهاراته، ويجعل انفعالاته أكثر إيجابية، كما أن الاستفادة من الألعاب ذات الصيغة التعليمية سوف يضيف أيضا لمهارات الطفلة ويمتص من عصبيتها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يحفظها، وأن يجعلها قرة عين لكما، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.