السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفل عمره ست سنوات، يعاني من الشلل الدماغي منذ الولادة، وهو الآن لا يستطيع الوقوف بمفرده إلا إذا أمسكنا بيديه، ولا يستطيع المشي، ويقدر فقط على الجلوس، وهو لا يتكلم إلا ببعض الكلمات غير المفهومة، وسبب إصابته هو أنه أثناء الحمل حصل لي تكلس في المشيمة، وقللت الطبيبة حينها من أهميته، وقالت: إنه بتقدم الحمل سيعالج وحده.
وتبين لي فيما بعد أن كلام طبيبتي لم يكن صحيحا، سمعت وقرأت عن تقنية علاج الشلل الدماغي بالخلايا الجذعية، فأود الاستفسار بخصوص هذا الموضوع: ما نسبة نجاح العملية؟ ومتى تظهر على المريض علامات التحسن بعد إجراء العملية؟ وما المصدر الذي تؤخذ منه الخلايا الجذعية وما تنصحونني به؟ وهل صحيح أن لمرضى الشلل الدماغي عمر محدد؟!
وتقبلوا مني وافر الشكر والاحترام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العلاج بالخلايا الجذعية هو علاج واعد تماما، لكنه ما زال في الإطار البحثي ولم ينتقل بعد إلى مرحلة التطبيق على المرضى، هناك بعض الأمراض التي يتم إجراء الأبحاث عليها وصلت لمرحلة متقدمة في الأبحاث وتخطت مرحلة النتائج الإيجابية إلى مرحلة ما قبل التطبيق على المرضى، وهي سليمة الاستخدام، وتحديد الجرعة العلاجية لبعض هذه الأمراض هي أمراض الدم مثل الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر المتوسط، وهناك أمراض أخرى لم يتخط البحث فيها المرحلة الأولى.
بالنسبة للشلل الدماغي لا توجد أبحاث عليه من قبل أكبر مؤسسة في العالم في كاليفورنيا، والتي يتم بها إجراء الأبحاث الأضخم على الخلايا الجذعية، هناك بعض الأمراض العصبية الأخرى لكن لا يتضمن الأمر بعد البحث عن استخدامها في مرض الشلل الدماغي، فالأمر بالنسبة للخلايا الجذعية ما زال مبكرا للحديث عن استخدامه للتطبيق على المرضى ليس قبل خمس سنوات على الأقل، وفي بعض الأمراض وليست جميعها، وهناك بعض الأوراق البحثية التي تحاول استخدام الخلايا الجذعية في مرض الشلل الدماغي، لكن -كما قلت- لا تشمل أكبر مركز بكاليفورنيا، وما زال الأمر في إطار البحث العلمي.
مرضى الشلل الدماغي يعيشون طويلا طالما هناك رعاية طبية متكاملة وفائقة، أما في حالات الإهمال والمعاناة من الدخول المتكرر للمستشفيات والإصابة بالتهابات الصدر وغيرها من المضاعفات الطبية فقد يؤدي هذا إلى وفاة الطفل في أي مرحلة عمرية، نسأل الله لطفلك الشفاء العاجل.
وبالله التوفيق.