أهلي يرفضون الخاطب كونه كبيراً ومنفصلاً وأنا موافقة!

0 92

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحبة السؤال رقم 100202 الذي أجاب عنه الشيخ الفاضل مشكورا، جزاكم الله خيرا، والله إني بكيت عندما قرأت ردكم.

الرجل الذي تقدم لي على خلق وفضل، وحافظ لكتاب الله، وداعية، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا.

هو يكبرني بخمسة عشر عاما، وهو على خلاف مع زوجته، وهي تريد الطلاق، وأمورهم منتهية قبل التقدم لي.

أنا أصبحت أميل إليه ميلا شديدا جدا، ومشكلتي أني أخجل أن أصر عليه أمام أهلي؛ لأنهم سيسألون عن سبب هذا الإصرار، وجميعهم لا يقدرون أن لي مشاعر ورغبات وعواطف.

أريد الاستقرار في بيت الزوجية، أريد أن أصبح أما، هل يعقل أنهم لا يشعرون بهذا؟!

حتى والدتي لا تشعر بما بي، ولا تقدر ظروفي! كلهم رافضون، لفرق العمر الكبير حسب عاداتنا، ولكونه متزوجا ومنفصلا (تقريبا) وأنا فتاة.

لا أدري كيف أقنعهم؟ فأنا أخجل من فتح الموضوع معهم، كما أني كلما استخرت الله كلما ازداد تعلقي بهذا الشخص، وأشعر أن الله قد ساقه لي.

أرشدوني ماذا أفعل؟ وادعوا الله لي، والخير فيما اختاره الله، والحمد لله.

وبارك الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أيتها الأخت- مجددا، ونشكر لك دوام التواصل، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

كنا قد قلنا في جواب استشارتك السابقة إن قرار القبول بهذا الرجل قرار صائب إن شاء الله تعالى.

ونؤكد عليك في هذه الاستشارة الأخذ بما تقدرين عليه من الأسباب، ثم تفوضين الأمر إلى الله تعالى، وننصحك بأن لا تبالغي في الحرص على تحقيق الزواج بهذا الرجل، فأنت لا تعلمين ما في الغيب، والله تعالى يقول: {وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ثقي بأن الله تعالى حكيم رحيم وهو أرحم بك من نفسك، ولن يقدر لك إلا ما هو خير لك وصلاح، فإن كان زواجك من هذا الرجل خير لك فسييسره الله، وإن كان بخلاف ذلك فسيصرفه عنك.

وقد أحسنت -أيتها الكريمة- باستخارتك لله تعالى، ولكن مع هذا فينبغي كما قلنا أن تبذلي ما في وسعك من الأسباب، وثقي تماما بأنه بأخذك بالسبب تكونين قد عملت ما عليك، فإن كان الأمر مقدرا فسيحصل بأدنى سبب، وإن لم يكن مقدرا فمهما فعلت فلن يكون، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

فالإيمان بالقدر وأن كل شيء مكتوب قبل أن نوجد نحن في هذه الحياة، وأن ما قدره الله هو الخير، هذا الإيمان وهو السعادة الحقيقية -أيتها الأخت الفاضلة- وليست السعادة في تحقيق ما نرجوه ونتمناه.

نحن نوصيك هنا بأن تصارحي والدتك دون حياء برغبتك في هذا الرجل، وحاولي إقناعها بأنك تتفهمين حرصهم على مستقبلك، وخوفهم عليك من أن يكون مصيرك الطلاق، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل زواج نهايته الطلاق، وكم من الناس فشلوا في زواجهم الأول لسبب أو لآخر، ثم استقامت حياتهم بالزواج الثاني، فألحي على والدتك وصارحيها برغبتك في الزواج وحاجتك إلى مسابقة الزمن، وذكريها بالملايين من البنات العانسات في البيوت، والسبب هو الرفض غير المبرر من قبل الأهل، وذلك حتى تساعدك في تحقيق رغبتك، وإن استطعت أن تصارحي بهذا بعض إخوانك، وكذا أعمامك وأخوالك، فربما جعلهم الله عونا لك في إقناع والدك.

ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات