السؤال
السلام عليكم
أنا أم لطفل وحيد، عمره الآن عامان وتسعة أشهر تقريبا، ولكن لاحظت أنه يردد الكلام عندما يتحدث إليه أحد.
حينما أسأله: ماذا تفعل؟ يرد: ماذا تفعل؟ أسأله مرة أخرى يكرر مرة أخرى ثم يجيب! وإن لم أكرر السؤال، وظللت أنظر إليه يستوعب أني أريد الإجابة فيجيب، فهو هكذا دائما حين يحدثه أي شخص، ولكنه يفهم ما يقال له، وحين آمره بفعل معين يقوم بعمله دون استفهام أو ترديد لطلبي، يحفظ الكلام من التلفاز، من برامج الأطفال، ويعيد استعماله مرة أخرى، بالرغم من أنهم بالتلفاز يتحدثون بالفصحى، إلا أنه يفهم ما يقولون من تلقاء نفسه، ويعيد استعمال الكلمات في موضعها الصحيح، فهل هذا أمر طبيعي أم يحتاج إلى مساعدة؟
هناك أمر آخر: لاحظت عليه أنه سريع الانفعال والغضب في أغلب الأحيان، فلا يصبر على أموره، سواء في طلباته أو أثناء لعبه، فيغضب ويلقي بألعابه، ويلقي بنفسه على الأرض أو يركل العابه.
حاولت عقابه بأكثر من طريقة ولكنه لا يحرز تقدما، حاولت تجاهل سلوكه هذا تماما ولكنه أيضا لم يعط ثماره إلى الآن، فماذا أفعل؟ وهل هذا طبيعي؟
علما بأن طفلي وحيد، حياته مستقرة تماما، روتينية للغاية، لا شجار ولا مشاحنات حوله، ولكنه أيضا نظرا للمدينة التي نمكث بها لا مجال للخروج أو الاختلاط، فهو لا يخرج من المنزل سوى بضع ساعات مرة أو اثنتين كل شهر تقريبا، يخاف كل شيء، الأصوات حتى وهو بالمنزل، والسيارات، والناس عندما يخرج للشارع.
أعتذر عن الإطالة وأرجو مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الترديد لبعض الكلمات والجمل هو أمر عادي لدى الأطفال؛ لأن الكلام الذي قيل له هو الأقرب إلى فهمه، كما أن الطفل كثيرا ما يخلط بين الحقيقة والخيال، والترديد بهذه الصورة هو شيء طبيعي في حياة الكثير من الأطفال، بعض الأطفال الذين يرددون ما يقال لهم ولا يضيفون عليه شيء، هذا نجده في حالات معينة كما هو في التخلف العقلي البسيط مثلا، وهذا بالطبع لا ينطبق على هذا الطفل - حفظه الله - لأنه بدأ الكلام وهو في هذا العمر، أي عامين وتسعة أشهر.
كونه بدأ يتكلم في هذا العمر، فهذا في حد ذاته - إن شاء الله تعالى - هو تقدم كبير، وأرى أن هذا الطفل طفل طبيعي، وربما يكون فقط لم تتح له الفرصة للتفاعل وللاختلاط مع بقية الأطفال، فأصبح يتخذ هذه الطريقة النمطية الرتيبة؛ لأن مصادر التواصل معه هي مصادر محدودة، فمثلا الذين يتحدثون معه هو والده وأنت، وما يتلقاه من التلفاز، وهكذا.
إذن المصادر بما أنها محدودة، فربما يكون هذا أيضا قد ساعده على تكرار وترداد ما يقال له.
بالنسبة للانفعال والغضب والعصبية، فهي أيضا من سبل وطرق الاحتجاج لدى الأطفال، لكن المهم أن الطفل حين يغضب وينفعل يجب أن لا يكافأ مكافأة مباشرة؛ لأن هذا يجعله يتخذ هذه الوسيلة لتحقيق مراده وأغراضه، إنما يكون هنالك نوع من التجاهل المعقول، وفي نفس الوقت تقومين بلفت نظره إلى أمر آخر، إلى نشاط آخر.
مثلا حين ينفعل ويغضب ويلقي بألعابه، ويلقي بنفسه على الأرض، هنا حاولي أن تجذبي انتباهه لنشاط آخر، قومي مثلا بإعطائه لعبة أخرى مفضلة إليه أو اطلبي منه شيئا معينا، وهكذا.
إن شاء الله هذا النوع من العصبية والسلوك الانفعالي سوف ينخفض تلقائيا، وسوف ينتهي إن شاء الله تعالى.
هذا هو الذي أنصح به، وأرجو أن تطمئني تماما، وأتمنى أن تجدي فرصة أوسع للطفل ليخرج خارج البيت، ويتفاعل مع الحياة خارج المنزل، ولا شك أن إتاحة التفاعل مع أطفال في مثل عمره سوف يكون مفيدا له، وبالطبع من العام القادم - إن شاء الله - يمكن أن يذهب إلى الروضة، وفي الروضة - إن شاء الله - سوف يتعلم الكثير؛ لأنه سوف يجد بقية الأطفال، وهذا سوف يكسبه خبرات ومهارات كثيرة تساعده.
هنالك أمر مهم، وهو تعريض الطفل للشمس أيضا أمر مهم، وهذا يساعده في تكوين عظامه، فأرجو أن تكوني حريصة أن لا يكون الطفل في الظل كل هذه الفترة؛ لأنك ذكرت أنه يخرج من المنزل مرة أو مرتين في الشهر، وأعتقد أن هذا أمر سيكون له انعكاس سلبي على صحته الجسدية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظه لكم وأن يجعله قرة عين لكم.