السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذه الجهود وبارك الله لكم فيما تقدمونه، أما بعد:
فالحمد والشكر لله أولا لأنني مواظب على صيام النوافل، وبعد إذنكم سأطرح بعض الأسئلة وأتمنى أن أحصل على إجابات بشكل كامل كما عودتمونا:
1- ما هو السحور الصحي؟ مع العلم بأنني أكتفي بكأس من الحليب والماء والقليل من التمر، فهل هذا يكفي؟
2- بعد يوم من الصوم هل يفضل شرب الماء قبل الأكل أم بعد الأكل أم خلال الأكل؟ مع العلم بأنني قرأت بأن شرب الماء خلال الأكل يعرقل مهمة الهضم.
3- أنا متعود على ممارسة رياضة الجري ورياضة المشي، ومعتاد على ممارستها بعد صلاة المغرب مباشرة، أي بعد الفطور، لذلك أود أن أعرف هل الماء الذي أشربه قبل الفطور يكفي لهذه العملية؟ أم يوجد ضرر مقارنة مع قلة الماء؟
4- وأخيرا: ما هو الفطور الصحي (الفطور الذي لا يؤثر أيضا على زيادة الوزن) وأيضا أود معرفة ما هي الحاجات التي يجب أكلها بعد الفطور من الناحية الصحية؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Faragi ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيعتقد الكثيرون أن الوجبة الرئيسة في رمضان هي الإفطار، ولكن وجبة السحور هي الأهم، كونها تساعد في كبت مشاعر الجوع، وتعين الفرد على تحمل الصيام.
فالوجبة الرئيسة للإنسان تعني احتواء الغذاء على كميات كبيرة من العناصر المغذية الرئيسة الثلاثة، وهي البروتينات والدهون والكربوهيدرات (النشويات) وغنى وجبة السحور بهذه المواد الرئيسة الثلاثة وبشكل متوازن يقلل مشاعر الجوع خلال ساعات الصيام، وذلك لأن الوقت اللازم لهضم وامتصاص البروتينات والدهون يتراوح بين 6 - 9 ساعات، وحوالي 4 - 6 ساعات بالنسبة للكربوهيدرات، وخاصة النشويات المركبة، وبقاء هذه المواد في الجهاز الهضمي لمدة طويلة يمنع الشعور بالجوع، من خلال كبت نشاط تركيبات خاصة في الأمعاء الدقيقة تقوم بتنشيط مركز الجوع في الدماغ حيث توجد مراكز الجوع والشبع، وذلك في حالة فراغ أو خلو الجهاز الهضمي من الطعام.
وطرح المواد الكربوهيدراتية المركبة (مثل الأرز والبطاطا والحبوب والمعكرونة) في الدم يتم ببطء وليس سريعا، كما هو الحال مع السكريات البسيطة، وهذا الامتصاص البطيء -بالتالي الطرح البطيء لسكر الجلوكوز في هذه المواد- يوفر تعويضا منتظما وطويلا لسكر الدم الذي يتم استخدامه خلال ساعات النهار، فيمنع الهبوط الحاد في مستوى سكر الدم أثناء الصيام.
ويجب أن تحتوي وجبة السحور على خليط متوازن من الكربوهيدات والدهون والبروتين، التي تعتبر مصادر الطاقة الأساسية، يوفر للجسم أثناء الصيام الطاقة اللازمة للنشاط اليومي، سواء في المنزل أو العمل أو المدرسة، ويمنع الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، والذي من شأنه زيادة احتمالات الإصابة بالسمنة بسبب نقص السعرات الحرارية التي يتم حرقها خلال النهار مقارنة مع الأيام العادية، مشيرين إلى أن الإفراط في تناول الطعام أثناء ساعات الإفطار، المتصاحب مع الخمول أثناء الصيام، يزيد من فرصة اكتساب الوزن خلال شهر رمضان.
ويجب تناول كميات معقولة من الفاكهة والخضار في وجبة السحور، لأنها تضيف الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية، موضحين أن هذه الألياف تمتص الماء الذي يتم شربه مع الطعام، وبالتالي تمتلئ المعدة والأمعاء بالطعام ولكن بغذاء معتدل وقليل السعرات الحرارية، لاسيما وأن الألياف والماء معا يساعدان على امتلاء المعدة والأمعاء بسرعة، وبالتالي عدم الإفراط في تناول الدهون والسكريات.
أما الإفطار فيمكن أن تفطر على تمر وماء، أو ماء، ثم تذهب لصلاة المغرب في المسجد، وبعدها تعود لتتناول طعام الإفطار، فيكون الجسم قد امتص التمر، وكذلك فإن الماء يكون قد نزل جزء كبير منه من المعدة.
وأما المشي فيفضل تأجيله إلى ما بعد العشاء؛ لأن بعد الإفطار يكون هناك طعام يحتاج للهضم، وبالتالي يتطلب الجسم إن يضخ كمية من الدم إضافية للمعدة، فإن ترافق ذلك مع المشي فإن ذلك قد يسبب جهدا أكبر من القلب.
أما الإفطار الصحي في رمضان فيجب ألا يرهق الإنسان معدته بكثرة شرب الماء والحلويات، وإنما يعتدل في تناول الطعام، ويفضل الإفطار على تمر وماء، وبعد الصلاة يتم تناول الإفطار دون إسراف.
والله الموفق.