خطوات علاجية لعلاج الاكتئاب النفسي

0 801

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة أعاني من عدة مشاكل وضغوطات اجتماعية كبيرة منذ فترة كبيرة - سبع سنوات تقريبا -، وبدأت تتزايد في الأشهر الأخيرة، حيث أصبحت أعاني من قلة النوم، ولا أستمر في النوم سوى ساعة أو اثنتين، وأشعر بقلق شديد بدأ يتزايد.

ومنذ ذلك الحين بدأت أشعر بضعف شديد في الذاكرة، وضعف شديد في الجسم واكتئاب، حيث أصبحت لا أحب الخروج، ولا أستطيع التركيز في أي شيء، لدرجة أنني قطعت يدي بالسكين بدلا من تقطيع اللحم، ولم أشعر بذلك، ولم أجد ألما، فأرجو أن تكتبوا لي نوعا من المهدئات، حتى أستطيع النوم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن النوم طاقة بيولوجية مهمة للإنسان، وجسم الإنسان يهلك -وكذلك نفسه- حين يحرم من النوم، وأفضل وسائل ترميم الجسد -وكذلك النفس- هو النوم الصحيح والعميق والصحي.

الصورة العامة التي قصدتها في رسالتك تشير إلى أنك تعانين من اكتئاب نفسي، وهذا الاكتئاب النفسي هو الذي أدى لهذه الصعوبات التي تعانين منها من ضعف في النوم وقلة في التركيز وقلق شديد وعسر في المزاج، وعلى ضوء ذلك أريدك اتباع الخطوات الآتية:

أولا: الاكتئاب يكثر في مثل عمرك، وليس من الضروري أن تكون هنالك ضغوطات اجتماعية أو نفسية ليظهر الاكتئاب، ولكن لا شك أن الضغوطات تساعد في زيادته وفي تعجيل حدوثه ومنع الاستجابة للعلاج، ومن ثم أنا أقول لك: حاولي أن تنظري إلى هذه المشاكل بحكمة، فالحياة لا تخلو من صعوبات، وجميع الناس يشتكون، والإنسان يحاول أن يستبصر طبيعة الصعوبات التي تواجهه ويجد لها الحلول المناسبة، ويجد الصعوبات التي لا يمكن أن يجد لها حلا، ومن الضروري جدا أن لا تيأسي ولا تستسلمي أبدا.

ثانيا: لابد لك أن تبني صورة إيجابية عن نفسك، فمن أسوأ الأشياء التي تؤدي إلى الاكتئاب هو أن تتكون لدى الإنسان صورة سلبية عن نفسه، وتظل أفكارا مشوهة تستحوذ على عقله بصورة تلقائية ونمطية، وهذا بالطبع يزيد من الاكتئاب، فانظري إلى حياتك وسوف تجدين أن فيها أشياء طيبة وجميلة بالرغم مما تعانين منه، تذكر هذه الإيجابيات يساعد في زوال هذه الاكتئاب إن شاء الله.

ثالثا: عليك بالحرص على الصلاة في وقتها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين يحزبه شيء يقول: (أرحنا بها يا بلال) إياك والتفريط فيها، عليك بتلاوة القرآن، عليك بالدعاء، عليك بالذكر، هذه معينات عظيمة ومفرجة للكرب بإذن الله تعالى.

رابعا: أنصحك بإدارة الوقت بصورة صحيحة، قسمي ساعات اليوم ما بين نشاطات مختلفة متنوعة في طبيعتها، فيها ما هو اجتماعي، فيها ما هو نوع من التسلية والمشروع، فيها ما يخص العمل، الراحة، ممارسة الرياضة، زيارة الأرحام، التواصل، هذه كلها من العلاج الذي إذا أخذت به سوف تجدينه مفيدا جدا.

أما الجزء الآخر في العلاج فهو العلاج الدوائي، وأنا لا أميل إلى المسكنات، والذي تحتاجين له دواء مضاد للاكتئاب، وهذه الأدوية بفضل الله تعالى موجودة في مصر، ومفيدة إن شاء الله تعالى، والدواء الذي أريدك أن تتناوليه يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، ويعرف علميا (سيرترالين Sertraline)، ابدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم، يفضل تناوله مساء بعد الأكل، وقوة الحبة هي خمسين مليجراما، استمري عليها لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعيها إلى حبتين في اليوم، يمكنك أن تتناوليها كجرعة واحدة وهي مائة مليجراما، استمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما الدواء الإسعافي الإضافي والذي أريدك أن تتناوليه مع هذا الدواء (مودابكس)، دواء يعرف باسم (زولام Zolam)، واسمه العلمي هو (البرازولام Alprazolam)، وهو دواء مسكن ومحسن للنوم، لا ننصح باستعماله لفترة طويلة، ولكن استعماله لفترة قصيرة جيد جدا، تناوليه بجرعة نصف مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم خفضي الجرعة إلى ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوع آخر، ثم إلى ربع مليجرام ليلا يوما بعد يوم لمدة أسبوع ثالث، بعد ذلك توقفي عن تناوله.

هذه العلاجات التي وصفناها لك -خاصة (المودابكس)- سوف تجدين إن شاء الله فيها فائدة كبيرة، أما (الزولام) فهو مجرد دواء إسعافي ولا تتعدي الجرعة أو المدة التي وصفناها لك -أيتها الفاضلة الكريمة- وعليك بتطبيق ما أوردناه لك من إرشاد سالف، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ولا تنسي أذكار النوم، كوني حريصة عليها، وتجنبي النوم النهاري، وإن شاء الله التركيز سوف يتحسن والقلق سوف يزول والمزاج سوف يرتفع أيضا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات