السؤال
السلام عليكم ..
ابني كثير الخمول، ليست لديه شهية للطعام، وأكله قليل جدا، ومن ناحية الدراسة فإنه يستوعب بشكل جيد، أما في المنزل إذا طلبت منه إحضار شيء أحتاج إلى تكرار الكلام ست مرات لكي يستوعب، وهو قليل النشاط، ولم أعرضه على اختصاصي إلى الآن، فما رأيكم؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن أسباب تكاسل الطفل وخموله ضعف الحالة الغذائية العامة له؛ حيث إن نقص الدم خاصة مكوناته مثل الحديد، والذي قد يؤدي بالطفل إلى أن يكون أكثر خمولا، كما أن شهيته للطعام قد تقل، وكما ذكر لك الأخ الدكتور طبيب الأطفال، من الضروري أن تجرى فحوصات عامة لهذا الطفل، تحدد من خلالها مستوى قوة الدم لديه، وكذلك مستوى الحديد، وربما يكون أيضا من المفيد أن تجرى له فحوصات مثل نشاط الغدة الدرقية.
وإذا كان هنالك نقص في الحديد أو في الدم، فهذا إن شاء الله سوف يتم تعويضه بإعطائه المعوضات والأدوية المناسبة إن شاء الله.
وكثير من الأطفال يفتقد الشهية للطعام؛ لأن بعض الأمهات قد تلجأ إلى إعطاء المشروبات والسوائل، وكذلك الحلويات، وكثير من أنواع الأغذية العشوائية التي تعطى للأطفال، هذا يقلل من شهية الطفل خاصة للأطعمة الجيدة، والتي يجب أن تحتوي على البروتين في المقام الأول؛ لذا أنصحك أن تبتعدي تماما عن إعطاء طفلك هذه الأطعمة التي ذكرناها؛ لأنها ليست ذات فائدة له، ويجب أن يكون هنالك تركيز على إعطائه المكونات البروتينية، وكذلك الحليب والبيض، فهذه تفيده كثيرا، حتى وإن تناول منها كميات قليلة، سوف تجدين أن شهيته بدأت في التحسن بالتدريج.
ومن ناحية الدراسة أنت ذكرت أن استيعابه جيد، ولكن في المنزل إذا طلب منه إحضار شيء معين تحتاجين إلى أن تكرري الكلام لعدة مرات ليستوعبه.
وهذا أيضا قد يجعلنا نقول أن تقييم ذكاء هذا الطفل سيكون أمرا مطلوبا، وهذا عادة يتم بواسطة طبيب الأطفال المختص في الأعصاب أو عن طريق الأخصائي النفسي، ومعظم المدارس الآن يوجد بها أخصائي اجتماعي أو أخصائي نفسي لديه القدرة على تحديد مستوى إدراك الطفل وذكائه وقدرته المعرفية، فأرجو أن تتواصلي مع المدرسة للتأكد من هذه الناحية.
وحين يعرض الطفل على طبيب الأطفال لابد أيضا التأكد من سمعه، فبعض الأطفال قد يكون لديه مشكلة في السمع، وهذه قد لا يدركها الوالدان إلا بعد أن يستفحل الأمر، وتكون علة الطفل واضحة.
النواحي التربوية العامة هي تشجيع الطفل، يجب أن تشجعيه وتحفزيه، وحاولي أن تعطيه الفرصة ليختلط مع الأطفال الآخرين، وكذلك يجب أن يستفيد من الألعاب ذات القيمة التعليمية، هذه - إن شاء الله - توسع من مدارك الطفل، وتزيد أيضا من رغبته في التحصيل، وفي الدراسة، وفي الاستجابة لما يطلب منه، نسأل الله له العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.