عادة الشد على الأسنان نتيجة القلق النفسي وكيفية علاجها

0 759

السؤال

السلام عليكم.

عمري 40 سنة، عندما أتضايق أو يتغير مزاجي أشد على أسناني لا إراديا، ويحدث ذلك منذ ما يقارب 12 سنة، وأحيانا دون أن أشعر أجد نفسي شادا بأسناني على بعضها، فكيف أتخلص من هذه العادة؟ وهل هي مشكلة نفسية؟ وما هو علاجها؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وادي الضما حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الشد على الأسنان بهذه الصورة التي تحدث لك هو من الحالة النفسية التي هي القلق النفسي، والانقباضات العضلية معروفة أنها تحدث في أماكن مختلفة من الجسم عندما يكون الإنسان متوترا، ومنها الشد على الأسنان بصورة لا إرادية.

العلاج في مثل هذه الحالة هو أن تمارس تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء تتكون من عدة أنواع، فهنالك تمارين التنفس المتدرج، وهنالك تمارين العضلات المتدرجة، وهذه الحالة تتطلب منك أن تذهب إلى أختصاصي نفسي ليقوم بتدريبك على هذه التمارين، وهي جيدة ومفيدة وممتازة.

يمكننا أن نعطيك إرشادا عاما حول كيفية تطبيق هذه التمارين، ولكن الأفضل والأجدى لك - كما ذكرت لك - أن تتدرب عليها بصورة صحيحة وعلمية.

لتطبيق هذه التمارين عليك أن تجلس في مكان هادئ داخل الغرفة، أو تضطجع على السرير وهذا أفضل، ثم تتأمل في حدث طيب وسعيد حدث في حياتك، ثم تغمض عينيك وتفتح فمك قليلا، ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، ثم تجعل صدرك يمتلئ بالهواء، ثم أخرج الهواء بعمق وبقوة أيضا، وكرر هذا التمرين خمس مرات متوالية، ويفضل تكراره صباحا ومساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة.

هناك تمارين أخرى هي قبض وشد العضلات ثم استرخاؤها، فابدأ بعضلات راحة اليدين، قم بقبضها بشدة، وقل لنفسك: (أنا الآن أقوم بالقبض على يدي حتى أحس بالألم)، بعد ذلك قم بإطلاق اليدين وقل: (أنا الآن في حالة استرخاء لليدين)، ثم قم بعد ذلك انتقل إلى عضلات أخرى مثل عضلات البطن، ثم عضلات الصدر، ثم عضلات الرجلين، وهكذا، تقوم بشد العضلات ثم استرخاؤها، شدها ثم أرخها، وهذا يحتاج منك إلى تأمل وتركيز، إذا طبقته بهذه الصورة فسوف تستفيد منه كثيرا.

هناك أيضا تمارين للفكين، قم بالضغط على أسنانك بشدة وقوة، وبعد ذلك أطلق الفكين وافتح الفم ببطء شديد، وهنا قل لنفسك: (أنا الآن أعيش في حالة من الاسترخاء التام، استرخاء تام) كرر هذا عدة مرات، وكرر هذا التمرين أيضا مرات متعددة.

وحين تقابل الاختصاصي النفسي، والذي سوف يقوم بتدريبك على هذه التمارين بصورة أكثر تفصيلا ودقة، سوف تجد أنك قد تخلصت إن شاء الله من هذا الشد اللاإرادي الذي يحدث على أسنانك.

وهناك تمارين سلوكية أخرى يمكنك أن تستفيد منها كثيرا إذا طبقتها بصورة صحيحة، فلتعش في خيالك أنك قد حدث لك هذا الموقف – أي موقف التوتر والقلق والذي تحس فيه بالضيق – وقمت بالشد على أسنانك، عش هذا الموقف في خيالك، وأنت في قمة التركيز والتأمل في هذا الموقف، قم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بالألم.

الهدف هو أن تربط ما بين السلوك الذي تقوم به، وإدخال الألم على نفسك، وهذا يؤدي إلى نوع من التنافر ما بين الاثنين، وإن شاء الله يؤدي إلى إضعاف (ضعف) المضايقة والشد على الأسنان.. هذه أنواع من الحيل النفسية التي تساعد في تعديل السلوك أيا كان، وإن شاء الله سوف يسترسل معك الأخصائي النفسي فيها بصورة أكثر.

وأنصحك أن تتجنب المواقف التي تؤدي إلى المضايقة الشديدة وتعكير المزاج، وهذه يمكن أن تتوصل إليها بالتعبير عن الذات وعن نفسك، فلا تسكت على الأمور التي لا ترضيك حتى لا يحدث لك نوع من الاحتقان النفسي، وهذا الاحتقان النفسي يتحول إلى غضب وانفعالات داخلية تؤدي إلى هذا التفاعل الذي يحدث لك.

أنصحك أيضا بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهو دواء سليم وطيب وفعال يساعد كثيرا في علاج مثل هذه الحالات، وختاما نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات