السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة، وهي أن لدي صديقة مقربة مني، وفي الفترة الأخيرة أصبحت تعاملني بطريقة فظة جدا، حيث إنها تحاول استفزازي بشتى الطرق، علما أنها لم تكن كذلك أبدا، وحاولت أن أخبر إحدى صديقاتي بتعاملها معي، علها تستجيب لها، ولكن أعتقد أني أخطأت في ذلك، لأن هذه الصديقة أخبرتها وأصبحت صديقتي تكرهني بشدة، فأنا أخشى أنها حرفت في أقوالي، وأنا فتاة مسالمة جدا، ولا أحب أن أغوص في جدال مع غيري، والآن أصبحت صديقتي وكأنها تريد مصالحتي، فتارة تثور وتغضب، وتارة تهدأ وتعود كما كانت.
قررت أن أقطع علاقتي بها، لأنني لم أعد أحتمل تصرفاتها غير العقلانية، علما بأنني أعاملها بكل طيبة واحترام، وهي تجازيني بالعكس!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
مرحبا بك -أيتها الأخت- في استشارات ويب.
نحن ننصحك بعدم قطع علاقتك بصديقتك لمجرد استفزازها أو إساءتها لك في موقف أو مواقف، فبقاؤك -أيتها الأخت- على تواصل معها مع الصبر عليها خير من قطع ما بينكما من المودة والألفة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).
ثم إن هناك حقيقة مهمة ينبغي ألا تغفلي عنها دائما، وهي أنك لن تجدي صديقة سالمة من كل عيب، وصدق من قال:
من ذا الذي ما ساء قط **** ومن له الحسنى فقط
الناس لا بد أن تظهر فيهم عيوب، لكننا نتفاوت في هذه العيوب، وعيب صديقتك يمكن معالجته وإصلاحه، لاسيما وأنه يظهر منها الرغبة في دوام الصحبة بينكما، ولذا فنحن نوصيك -أيتها الكريمة- بالآتي:
1- مقابلة إساءة صديقتك لك بالإحسان، فإن هذا السلوك كفيل -بعون الله تعالى- أن يقلب العدو صديقا، فقد قال الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} فإذا كان هذا يحدث مع العدو فكيف مع الصديق إذا أساء؟! لا شك أنه يثبت المحبة في القلوب ويذهب ضغائن الصدور.
2- تجنبي إغضاب زميلتك، فإذا وصل الحوار إلى مرحلة الجدال، ومحاولة كل طرف إثبات خطأ الآخر فينبغي -بل يتعين- السكوت وإنهاء هذا الحوار بالحسنى، ونحن نكبر فيك بغضك للجدال والمراء، ولكننا نؤكد عليك فقط أنه من المستحسن أن لا تشعر صديقتك بأنك تركت جدالها بغضا لكلامها وكراهة لأسلوبها.
3- حاولي نصح صديقتك في وقت الهدوء والصفاء، وبيني لها بعض الأخلاق التي ينبغي للمسلمة الحذر منها وتجنبها.
4- خير ما نوصيك بك -أيتها الكريمة- أن تحرصي أن يكون لقاؤك بصديقاتك لقاء مفيدا نافعا، وذلك بأن تحرصي على شغل لقاءاتكم بالنافع من أمر الدين أو الدنيا، فإن النفوس إن لم تشتغل بالحق اشتغلت بالباطل.
وفقك الله لكل خير.