خطبني شاب أحبه ويحبني.. لكن أهله رفضوا زواجنا

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة بعمر 19 عاما، أحببت شابا يبلغ من العمر 26 عاما، وهو شاب على خلق ودين، وهو أيضا يحبني حبا أكثر من حياته، وعندما تحدث مع أهله لكي يأتي إلى أهلي لخطبتي رفض أهله! وعندما سأل عن سبب الرفض أجابوا أنهم يريدون زواجه بابنة خالته أو بأخرى ريفية مثله، وليست من مصر.

أخوه الأصغر قد تمت خطبته على فتاة من مصر فسأل عن الفرق؟ أجابو أن هذه الفتاة عرفوها منذ صغرها، رغم أنهم لم يعرفوها إلا وهي صغيرة، ولم يعرفوها بمراحل عمرها.

هو الآن في حيرة، لأنهم رفضوني دون أن ألتقي بهم أو أتحدث معهم، وهو لا يستطيع أن يعارضهم في قرارهم، ويكتفي بأن يرفض من يختاروها لتكون شريكته في الحياة.

أنا أيضا لا أوافق على أى شاب يأتي لخطبتي، لأننا نحب بعضنا البعض، ولا ندري ماذا نفعل مع أهله، وهو خائف أن يغضبهم، وهم لا يهتمون بمشاعره ولا يهتمون برأيه في اختيار شريكة حياته.

لا ندري لماذا لا يريدون زواجنا، وأنا فتاة على خلق، وأحبهم دون أن أراهم، لماذا هم لا يحبونني هكذا؟! أجيبوني أرجوكم، لأننا في حيرة من أمرنا، فماذا يفعل معهم؟ هل إذا أصر على رأيه يغضبهم أم أنهم على حق فيما يفعلون؟

أرجوكم أجيبوني، ولا تتركونا في هذه الحيرة، أنتم أملنا الوحيد في حل هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيتها الأخت الكريمة- ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

نحن نتلمس من كلامك شدة تعلقك بهذا الشاب، وحرصك على الزواج به، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، لكننا نوصيك بأن لا تبالغي في هذا الحرص، لأنك لا تعلمين هل هو خير لك أم لا؟ فالله تعالى يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

إن اختيار الله تعالى الذي يعلم الغيب خير لك من اختيارك لنفسك، فكوني على ثقة بهذا، وإذا فوضت أمورك لله ورضيت باختياره وقضائه ستجدين السعادة تملأ حياتك.

نحن -أيتها الأخت الكريمة- ننصحك أولا، وهي نصيحة من يحب لك الخير، ويريد لك السعادة، ننصحك بأن تحرصي على رضا الله تعالى عنك، فإذا رضي عنك تولى أمرك وساق لك الخير من حيث لا تحتسبين، وليس من رضا الله تعالى أن تكوني على علاقة حب مع شاب تلتقين به وتحدثينه بمثل هذه الموضوعات، وربما جر ذلك إلى حصول خلوة بينكما، فكل هذا من خطوات الشيطان التي يستدرجك بها إلى سخط الله عليك، فنحن نوصيك أولا بقطع التواصل مع هذا الشاب إرضاء لله تعالى ووقوفا عند حدوده، نحن نعلم أن هذا الأمر سيكون شاقا على نفسك، لكن تذكري دائما أن الجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، ومن ذاق مر الدواء سعد بحلاوة العافية.

تيقني -أيتها الأخت- أن تقواك لله سبحانه أعظم سبب يجلب لك خير الدنيا كله، فإن الله يقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

أما عن هذا الشاب فإن كان صادقا في رغبته بالزواج منك ولم يكن ذلك مجرد تلاعب بك كما يفعله كثيرون -وأنت لا تعرفين هذا طبعا ولكننا نعرفه– نقول إن كان صادقا فينبغي له أن يقترح على أهله زيارتكم ليعرفوكم عن قرب، فربما كان سبب تخفوهم خوفهم من أن تكوني غير لائقة بهم، وبالزيارة سيزول هذا.

إن أصروا على الامتناع فالخير له أن يطيع والديه، لكن إذا لم يكن في مخالفتهم ما يستدعي غضبهم في عرف الناس حولهم فإن هذه المخالفة ليست عقوقا، ولكننا لا ننصحك بزواج هذا حاله.

لهذا نحن نؤكد -أيتها الكريمة- أن خير ما تقدمينه لنفسك هو قطع العلاقة بهذا الشاب، وستنسينه بمرور الأيام، فأقبلي على ربك واسأليه أن يرزقك الزوج الصالح، وتعرفي على النساء الصالحات، وأشغلي نفسك بما ينفعك، وسيقدر الله لك ما هو خير لك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات