كيف أتخلص من عدم رضاي عن جمال زوجتي؟

0 78

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا مهندس دولة في الكهرباء، متزوج منذ ثلاث سنوات، لدى بنتان، واحدة لها سنة ونصف، والثانية سبعة أشهر.

أنا شاب ملتزم -والحمد لله- كان هدفي في هذه الحياة هو النجاح في دراستي للحصول على عمل مستقر، لأبني أسرة على طاعة الله، وأحصن نفسي.

تربيت في مكان ريفي بين الحقول والمزارع، وكنت أصغر العائلة من أربعة ذكور وثلاث بنات، نشأت في بيت محافظ من ناحية الأم فقط، وأكملت دراستي بسن الثالثة والعشرين.

عملت لمدة سنتين لأتزوج بسن الخامسة والعشرين، زواجي كان على النحو التقليدي، يعني دع والديك يختارون لك، وأنت استخر الله وتوكل عليه، فإن سهلت الأمور فتقدم نحو الأمام.

لم يكن لدي معارف ولا معلومات عن النصف الثاني، بحجة أني ملتزم، وأخاف الله من معصيته، فلم أصاحب امرأة غريبة بنية أني أخرج معها أو أتعرف عليها.

إلى أن تمت الخطبة وعقدنا القران، في البداية -الحمد لله- الأمور كلها سارت على ما يرام، وزوجتي بها كل صفات الأخلاق، وتعاملني بشكل محترم، وهي تصرح عن حبها لي، وأكتشف ذلك في تصرفاتها معي، إلا أن المشكل في لأني لا أراها جميلة كفاية، وبها مرض جلدي يؤرقني، فصرت بين أن أقبل بها كما هي وأبادلها نفس الشعور وأحافظ على بناتي وأسرتي، أو أن أترك العمل وأهجر البلاد بما فيها، لا أدري ما حل بي، وأخاف أن تكون علامة من علامات زوال النعمة، وأنا لا أدري!

أنيروا لي الطريق، فأنا أحتاج لتوجيهكم.

جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في موقعك استشارات إسلام ويب، ولقد سعدنا جدا ونحن نقرأ ما كتبته عن توفيق الله تعالى لك بلزوم طريق الاستقامة منذ الصغر والتوفيق لإكمال دراستك، وتيسيره سبحانه لرزقك وزواجك، فكل هذا من فضل الله عليك، فينبغي أن تكثر من شكره بقلبك ولسانك وجوارحك، فتشتغل بطاعته سبحانه، وشكرك لهذه النعم سبب للمزيد، فالشكر قيد الموجود من النعم وصيد المفقود، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}.

قد أحسنت -أيها الحبيب- حين أنصفت زوجتك بوصف ما فيها من جميل الأخلاق والطباع، وهذا يدل على حسن خلقك ووفور ديانتك، فنسأل الله تعالى أن يقر عينك بأسرتك ويرضيك بما وهب لك، ويبلغك ما تتمنى، ولا يخفى عليك -أيها الأخ الكريم- أن الإنسان في هذه الدنيا لن يجد كل ما يتمناه ويهواه، فلا بد من وجود ما ينغص، وهذه حكمة الله تعالى، ولذا فلا ينبغي للعاقل أن ينتظر فيها حصول كل ما يحبه، فذاك لا يكون إلا في الجنة.

نحن نقول هذا الآن -أيها الحبيب- حتى تتذكر بأن ما وجدته في زوجتك من طيب خلق ومحبة وود وحرص على رضاك، وكان من الطبيعي أن تجد فيها بعض ما لا تحب، فالكمال نادر وعزيز، وجمال الأخلاق وحسن العشرة وسلامة الدين ليست أمورا هينة، فإذا وجدها العاقل في امرأة فينبغي بعد ذلك أن يغض الطرف إن لم يجد من جمال الصورة تمامه وكماله، والتفكر في هذه المحاسن يبعث في نفسك محبة لزوجتك، وإذا كانت المحبة غير مكتملة فهذا لا يعني أن الحياة الزوجية لن تستقيم، فالحياة لا تقوم على الحب وحده، وما أعظم قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لرجل أراد أن يطلق زوجته لأنه لا يحبها قال له: (ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟).

تذكر -أيها الحبيب- أن الواقع مملوء بأناس تزوجوا نساء جميلات لكنهم ذاقوا أنواع المرارات، ونحن نتمنى أن تتغلب على نفسك وتصبرها لتحافظ على أسرتك، ومما يساعدك على هذا الصبر أن تنظر دائما إلى الجوانب الإيجابية في زوجتك وما أكثرها، واطلب منها أن تستر عن بصرك ما في جلدها من عيب، وإن أمكنك علاجها فذلك خير وحسن، ويمكنك في مستقبل الزمان إن وسع الله تعالى في رزقك أن تتزوج امرأة ثانية بجانبها إن أردت، فلا تتسرع باتخاذ قرار قد يؤدي إلى تشتت أسرتك وتفرقها، وأنت مأجور على صبرك، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات