السؤال
ما هو عقار باروكستين، وما هي أعراضه الجانبية، وهل أعراضه الجانبية خطيرة أم لا، وماذا يحدث لو تم التوقف فجأة عن تناوله مرة واحدة؟
ما هو عقار باروكستين، وما هي أعراضه الجانبية، وهل أعراضه الجانبية خطيرة أم لا، وماذا يحدث لو تم التوقف فجأة عن تناوله مرة واحدة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عقار باروكستين ينتمي إلى مجموعة من الأدوية النفسية تسمى (مضادات استرجاع السيروتونين الانتقائية)، ويقصد بذلك أن هذه الأدوية توفر مادة تسمى بالسيروتونين في الفجوات العصبية، وذلك من خلال منع استرجاعها وامتصاصها، والسيروتونين هو موصل كيميائي رئيسي يفرز في الدماغ بواسطة المستقبلات العصبية، ويعتقد أنه هو العامل الرئيسي الذي يؤدي اضطراب إفرازه إلى الإصابة بالاكتئاب والأمراض المشابهة.
الباروكستين مثل فتحا كبيرا للناس حين أتى الأسواق، وقد سبقه دواء يعرف باسم (بروزاك)، وآخر يعر ف باسم (سبرام)، وهذا الدواء (باروكستين) أدخل أساسا لعلاج الاكتئاب النفسي، ولكن بعد ذلك اتضح أنه دواء فعال لعلاج المخاوف، خاصة ما يعرف بالهرع الاجتماعي، كما أنه دواء متميز لعلاج الوساوس القهرية وأمراض القلق، وله فعالية أخرى، أنه يحسن القذف لدى الرجال الذين يعانون من سرعة في القذف، والدواء تحت مسميات تجارية كثيرة، أهمها: زيروكسات، وهذا هو الاسم المتعارف عليه في منطقتنا العربية والدول الغربية، أما في أمريكا الشمالية فيعرف باسم (باكسيل Paxil).
من ناحية الأعراض الجانبية، فالدواء يعتبر من الأدوية السليمة، وآثاره الجانبية تنحصر في أنه قد يسبب سوءا بسيطا في الهضم في بداية العلاج، لذا ننصح بتناوله بعد تناول الأكل، ومن آثاره الجانبية أيضا أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس الذين لديهم استعداد للسمنة، أي: الذين لديهم تاريخ أسري لزيادة الوزن، وكما ذكرت فإنه قد يؤدي أيضا إلى تأخير في القذف لدى بعض الرجال، ولكنه لا يؤثر مطلقا على مستوى الذكورة أو القدرة على الإنجاب، وقد أثير أيضا أنه قد يؤدي إلى ضعف جنسي بسيط، ولكن هذا الأمر لا نستطيع أن نقول: إنه قاطع، وإن حدث شيء من ذلك فيحدث مع الجرعات الكبيرة التي تتخطى ستين أو ثمانين مليجراما في اليوم، وهذه هي المعلومات المهمة عن هذا الدواء، وليس له أي أعراض جانبية خطيرة، فهو دواء سليم لدرجة أنه يعطى في الصيدليات دون وصفة طبية في معظم الدول.
وأما ما يحدث لو تم التوقف عن تناوله فجأة، فإن هذا الدواء يعاب عليه أن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى ما يمكن أن نسميه بالأعراض شبه الانسحابية، وهي أعراض ارتدادية تحدث من التوقف المفاجئ، ويعتمد هذا أيضا على الجرعة، فمثلا الشخص الذي يتناول ثلاث حبات في اليوم، حين يتوقف عنها فجأة سوف تكون الآثار الجانبية قوية، وذلك بخلاف الشخص الذي يتناول حبة واحدة في اليوم، حين يتوقف عنها فجأة سوف تحدث أيضا آثار جانبية، ولكنها أخف كثيرا.
الآثار الجانبية التي قد تحدث: هي الشعور بالدوخة، أو التعرق، وشيء من القلق، وخفة في الرأس، وشعور بالضيقة وعدم الارتياح، وهذه الآثار الجانبية قد تظل من أسبوع إلى أسبوعين، ولذا ننصح دائما بالتدرج في التوقف عنه، وختاما نشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
وبالله التوفيق والسداد.