السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفلة عمرها ست سنوات ونصف، لديها قلة تركيز فقط دون فرط الحركة، فأعطيها (كونسرتا) 18 ملجم، حبة واحدة في أيام الأسبوع، وأوقفها أيام الخميس والجمعة -هذا بعد استشارة الدكتورة المشرفة على حالتها- ولكن لاحظت بعد فترة من استخدام الدواء أنه أصبح لديها حركة زائدة، فاستشرت الدكتورة، فقالت إن إيقاف الكونسرتا سبب لها توترا، فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل أستمر على (الكونسرتا)؟
علما بأني أعطيها (الكونسرتا) بعد وجبة الغداء، وألاحظ عليها الهدوء المحزن طوال اليوم، كنت في السابق أعطيها في الصباح، وكانت تعاني من فقد الشهية للطعام، ولكني ألاحظ شكوى مستمرة من ألم البطن، فهل (الكونسرتا) سبب لها هذه الشكوى؟ وهل هذا الدواء مجدي في حالتها؟
وجزاكم الله أعالي الجنان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الأميرتين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه يعرف عن (الكونسرتا) والأدوية المشابهة من مشتقات الأنفتامينات أنها قد تؤدي إلى قلق وتوتر شديد إذا تم التوقف عنها فجأة، ومع احترامي الشديد للطبيبة المشرفة على علاجها، فإن الانقطاع عن الكونسرتا لمدة أربعة وعشرين ساعة أو ثمانية وأربعين ساعة بصورة مفاجئة لابد أن يؤدي إلى ردة الفعل السلبية والتي تمثلت في القلق وزيادة الحركة التي حدثت لهذه الابنة حفظها الله.
والذي أراه أن تكون الجرعة متواصلة، وأتفق معك أن الآثار الجانبية من الهدوء الشديد وفقدان الشهية، ربما تكون مزعجة بعض الشيء، ولكن هذه تتلاشى بالاستمرارية.
فيجب أن تكون الجرعة متواصلة ومستمرة، حتى وإن تم تخفيض الجرعة فلا بأس في ذلك، ولكن المهم هو أن يصل الدواء إلى الدم على الأقل مرة واحدة كل أربع وعشرين ساعة؛ لأن البناء الكيميائي لهذا الدواء يحتم ذلك، كما أن هذا الدواء ينسحب من الدم بسرعة؛ وذلك من خلال ما يسمى بعمليات التمثيل الأيضي والاستقلاب، وبالرغم من أن الكونسرتا أفضل من المشتق الأول وهو (الريتالين)، والريتالين لا يبقى في الدم أكثر من ثمانية ساعات بالرغم من أنه مقارب للكونسرتا.. فأعتقد أن الذي حدث لهذه الابنة مفهوم ومفسر من ناحية علمية.
بالنسبة لآلام البطن التي تنتابها فلا أعتقد أن هناك علاقة بذلك بالكونسرتا، يعرف أن بعض الأطفال قد يشتكون من آلام البطن في حالات القلق والخوف من فراق الأم أو الذهاب إلى المدرسة، وشيء من هذا القبيل.
لا أريد أن أحصر نفسي وأقول أن هذا الألم هو ألم نفسي، ولكن هذا التفسير أيضا ربما يكون مقبولا، ويفضل ولمجرد التأكيد أن يتم فحص الطفلة بواسطة الطبيب، وإن احتاجت لبعض الفحوصات البسيطة مثل فحص البول والبراز أعتقد أيضا أن هذا سوف يكون تحوطا جيدا، نسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.