السؤال
السلام عليكم
لدي قريبة تحب إيذاء الآخرين وإزعاجهم، وخاصة الأقرباء؛ تشعر بالراحة عندما تفعل ذلك، وإن لم يكن بيدها، فتعمد إلى الشتم، والسب، والكذب، والتحريض، وهي متقلبة المزاج والطبع، عصبية، تحب السخرية، وتميل إلى التمثيل والتظاهر.
أحيانا تظهر التدين، وأحيانا تكون بعيدة عنه تماما، وعندما ترتكب أخطاء، تلقي باللوم على الآخرين، وخاصة أبناءها ووالديها، وتحب تحريض الناس على بعضهم، وتشعر بالرضا والراحة عند ذلك، وهي كثيرة الشكوى والتذمر على أبسط الأمور.
إنها تحب فرض شخصيتها بالقوة، وتتصرف كما لو كانت هي الرجل في البيت، ودائما تعتقد أنها مظلومة.
السؤال: هل هذه التصرفات تدل على مرض نفسي؟
ما هو اسم هذا المرض؟ وهل يمكن علاجه؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لهذه الأخت العافية والشفاء، ونشكرك على اهتمامك بأمرها، ومن الوصف الذي ورد في رسالتك أعتقد أن أغلب الظن أن هذه الأخت تعاني من اضطرابات في الشخصية، ونعني بذلك أن شخصيتها غير متوازنة الأبعاد وغير مستقرة، وحادة المزاج ومتقلبة، ويعرف عن هؤلاء الأشخاص أن انفعالاتهم دائما سلبية؛ حيث يكون الغضب أحيانا غير مناسب للموقف، وكذلك الانشراح، وغالبا ما يفقد الشخص سيطرته على نفسه، فيبدو كثير العراك والشجار، وهو مندفع في تصرفاته، خاصة في الأنشطة التي تكون مدمرة للنفس والآخرين.
بعضهم قد يهدد بإيذاء نفسه أو بإيذاء الآخرين، وهذا النوع من الشخصية يسمى بالشخصية الحدية، ويقصد بالشخصية الحدية أنها على حافة الاضطراب ما بين العصاب والذهان، وهؤلاء يصعب علاجهم، ولكن من خلال المواصلة مع الأخصائي النفسي المتمرس في العلاج السلوكي لاضطرابات الشخصية يمكن أن يقدم لهم الكثير.
يا أخي: هذه الأخت يجب أن تقنع بأن تتواصل مع الأخصائي أو الاستشاري النفسي؛ لأنها في حاجة إلى العلاج النفسي، وأحيانا أيضا تتبدل أحوالهم إيجابيا بتناول بعض الأدوية المثبتة والمحسنة للمزاج، والتي تقلل الانفعالية الزائدة.
أرجو أن تعطى هذه الأخت هذه الفرصة، وكما ذكرت لك اسم المرض هو (اضطراب الشخصية الحدية) وهذا التشخيص قائم على المعلومات التي ذكرتها لي، وأنا شخصيا لا أتعجل أبدا في إلصاق التشخيصات بالناس، إلا إذا كانت البيانات قوية، وكنت أتمنى أن أقوم بفحص هذه الأخت، والقيام ببعض الاختبارات والإجراءات الفنية السريرية الأخرى التي نقوم بإجرائها في مثل هذه الحالات، ولكن عموما هذه المعلومة التي ذكرتها لك أرجو أن تكون مفيدة.
هذا التشخيص الذي ذكرته أرجو أن لا يكون سببا أو بابا في أن يضغط على هذه الأخت أو يساء إليها، وأعرف أنك تريد لها الخير، لكن بعض المسميات النفسية حين تلصق بالناس ربما تضعف موقفهم الاجتماعي كثيرا.
ختاما: نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بهذه الأخت، ونسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.