السؤال
السلام عليكم..
عمري 35 سنة، وعندما كنت في المرحلة الجامعية بدأت أعاني من الرجفة في اليدين، وبعض الأحيان في كل الجسم عندما أقوم بأي عمل دقيق أمام الناس، ولقد سبب هذا لي إحراجا كبيرا، والسبب هو أنني أتمتع بشخصية قوية وقيادية وأحب التعرف إلى الناس، ولست من النوع الذي يخاف المواجهة.
وقد قرأت كثيرا عن هذا الموضوع ولكني لم أستطع تشخيص ما أعاني منه، ففي بعض المرات أتحدث أو أقول نكتة أمام أشخاص أو أروي قصة مثيرة حدثت لي أمام أشخاص لا أعرفهم جيدا، فأجد جسمي يرتجف من غير أن أشعر، مع أنني لا أكون خائفة أو خجلة.
وفي بعض الأحيان عندما يداهمني الوقت وأكون مستعجلة وأريد أن أفعل شيئا بسرعة وأنا لوحدي، ومن دون وجود أحد أشعر برجفة أيضا، فأنا أعاني من الرجفة عند الشعور بالتوتر حتى بعدم وجود أحد حولي.
أرجو منكم التكرم بقراءة سؤالي جيدا ومساعدتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الرجفة أو الارتعاش في اليدين له عدة أسباب، وهو مرتبط أيضا بالمرحلة العمرية، فهنالك أسباب عضوية معينة قد تؤدي إلى الارتعاش مثلا لدى كبار السن.
أما في مثل عمرك فالارتعاش قد يكون مرتبطا بوجود قلق نفسي، أو زيادة في إفراز الغدة الدرقية، أو ربما يكون ناتجا من أسباب وراثية، بمعنى أن هذا النوع من الرجفة يكون لدى أكثر من فرض في الأسرة الواحدة.
النوع الذي تعانين منه من الواضح أنه مرتبط بالقلق النفسي، وإن لم يظهر عليك هذا القلق في ظاهره، إلا أن العرض الجسدي من هذا النوع وهو الرجفة في حد ذاته يعتبر عرضا من أعراض القلق النفسي.
وأنت ربطت بصورة واضحة ما بين هذه الرعشة التي تداهمك حينما تكونين مستعجلة، أو حين يكون هنالك نوع من الانفعال والتوتر، وهي حقيقة ظاهرة فسيولوجية، فالانفعالات والتوترات وحتى مجرد التحفز من أجل الإنجاز لكثير من الأعمال الحياتية والمهارات تتطلب أن يكون الإنسان متحفزا حتى ينجزها بصورة جيدة، هذه في حد ذاتها ربما تؤدي إلى زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، وهذه قد تؤدي إلى ظهور هذه الرجفة والرعشة.
طرق العلاج أعتقد أنه سيكون من الجيد إذا قمت بإجراء فحص لوظائف الغدة الدرقية، ولا أعتقد أنها السبب في مثل حالتك، ولكن لمجرد التأكد؛ لأن زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هذه الرجفة وإذا كان هنالك ارتفاع في هذا الهرمون فعلاجه بسيط جدا وسوف يقوم الطبيب المختص بذلك.
كما ذكرت لك: الفحص هو فقط تحوطي، وأنا أكثر ميولا وقناعة أن الأمر كله مرتبط بالقلق، وفي هذه الحالة أقول لك: أنه من الأفضل لك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين كثيرة، من أبسطها تمرين التنفس التدريجي، ولتطبيق هذا التمرين:
اجلسي في الغرفة، ويكون المحيط حولك دون أي ضوضاء، وحتى الإضاءة تكون خافتة، اجلسي على كرسي مريح أو اضطجعي على السرير، أغمضي عينيك وفكري وتأملي في حدث طيب وسعيد، افتحي فمك قليلا، بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، أمسكي الهواء لفترة قليلة، ثم أخرجي الهواء بكل بطء عن طريق الفم. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة في المساء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يمكن تطبيقه عند اللزوم.
الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وتوجد أدوية جيدة وممتازة جدا وفعالة، منها دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) أرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقفي عنه وتتناوليه عند اللزوم.
بجانب الإندرال هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol). هذا دواء أيضا مضاد للقلق وهو فاعل وجيد جدا، تناوليه بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) يوميا في الصباح لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين، ثم تخفض إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر ونصف، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناوله.
إذن -أيتها الفاضلة الكريمة- هذه هي السبل العلاجية، وقد ذكرنا لك التشخيص والحالة من الحالات البسيطة جدا ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.