السؤال
السلام عليكم.
أعاني من كهرباء عالية في الدماغ مرافقة لاكتئاب وقلق منذ عامين، وتتحرك بعض أجزاء جسمي لاإراديا في بعض الأحيان، فهل أعاني من صرع؟
وأصبحت أعاني من البلاهة وقلة التركيز ومشاكل في الذاكرة، مع العلم أنه لم يغم علي في حياتي كلها؟ وهل يوجد علاج لهذه الحالة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طوبال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإني أظن أنك تقصد لما أسميته بكهرباء عالية في الدماغ هو أنك تحس بشيء من الانشداد والانقباض في منطقة الرأس؛ لأن الكهرباء في الدماغ لا يمكن للإنسان أن يشعر بها.
أما بالنسبة لما يتحدث عنه الناس لما يسمى باضطراب كهرباء الدماغ أو زيادة كهرباء الدماغ والتي تنتج عنها تشنجات أو رجفة شديدة في الجسم؛ فهذا بالطبع يكون ناتجا من مرض الصرع، أي: تكون هنالك بؤرة صرعية.
والتحركات التي وصفتها بأنها لاإرادية إذا كانت منحصرة في منطقة معينة في الدماغ؛ فلا نعتقد أن ذلك دليل على وجود الصرع، وأعتقد أن هذا ربما يكون مرتبطا بالقلق الذي تعاني منه، خاصة أنك ذكرت أنك تعاني من حالة اكتئابية.
الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم: هو أن تذهب إلى طبيب الأعصاب والذي سوف يقوم بإجراء تخطيط لكهرباء الدماغ.
فإذا اتضح أن لديك أي مؤشرات لزيادة كهرباء الدماغ؛ فسوف يقوم الطبيب بإجراء اللازم، وهذا الفحص بسيط جدا وإن شاء الله من خلال هذا الفحص نستطيع أن نقضي على الشك من خلال اليقين.
بالنسبة لما وصفته بأنك تعاني من البلاهة وقلة التركيز ومشاكل في الذاكرة؛ فهذا أخي الكريم دائما في مثل عمرك يكون أيضا مرتبطا بالقلق والاكتئاب، وعليه الذي أراه بعد أن تقوم بإجراء تخطيط الدماغ وتظهر النتيجة، فإذا كان هنالك أي اضطراب أو دليل على وجود بؤرة داخلية في الدماغ تفرز هذه الكهرباء الزائدة؛ فالطبيب سوف يقوم بإعطائك العلاج.
هذا الاحتمال ضعيف، أي: احتمال وجود اضطراب حقيقي في كهرباء الدماغ ضعيف جدا، لكن يجب أن نتأكد منه من خلال هذا الفحص.
بقي بعد ذلك أن أقول لك: إن العلاج الأساسي سيكون بالنسبة لك هو تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذه الأدوية إن شاء الله تزيل القلق، تحسن مزاجك، تجعلك أكثر إقداما وقبولا للحياة، تزيد من نشاطك الجسدي ومن فعالية ذهنك، ولا شك أنها سوف تحسن التركيز لديك.
هنالك أدوية طيبة جدا منها عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، هو من الأدوية الممتازة، من الأدوية الفاعلة التي تساعد في علاج مثل حالتك، فيمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، ويفضل تناوله بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم – أي: أربعين مليجراما – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، وبعد ذلك توقف عن تناوله.
هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجراما) في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
هذه الأدوية إن شاء الله سوف تفيدك جدا، وأود أن أطمئنك بأنها سليمة وإن شاء الله متوافرة في كل الدول ومنها الجزائر.
سيكون أيضا من الجيد جدا أن تمارس الرياضة، الرياضة فيها إن شاء الله منافع كثيرة جدا، خاصة فيما يتعلق بتحسين النشاط الجسدي والذاكرة، ولا شك أن الإكثار من القراءة والاطلاع بتركيز -خاصة تلاوة القرآن الكريم- تحسن قطعا من تركيز الإنسان، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك.
أشكرك على تواصلك مع استشارات (إسلام ويب)، وبالله التوفيق والسداد.