السبب في عودة أعراض الرهاب بعد انقضاء يومين من تناول الزيروكسات

0 542

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: جزاكم الله ألف خير لأنكم ساعدتموني في تخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي، بعد أن تعذبت كثيرا لمدة (6) سنوات، وبعد أن ذهبت لأطباء كثر، وتناولت أدوية كثيرة، وصرفت نقودا كثيرة، حتى وجدت موقعكم الرائع الذي أخرجني من عذاب الرهاب!

حيث إنني في نهاية شهر 8 من سنة 2009 اشتدت معي أعراض الرهاب، من خوف شديد، ورجفه في جسدي؛ حيث لا أحد يلاحظها، ولكني الوحيد الذي أشعر بها، وأيضا لم يكن بمقدوري النوم إلا بعد أن أعاني كثيرا؛ حيث إنه كان ينتابني ضيق في صدري، وصعوبة في التنفس، وعندما قرأت كثيرا في موقعكم عن فوائد السيروكسات بدأت بتناوله بعدما استشرتكم مسبقا، وبدأت بأخذ حبة يوميا لمدة شهرين، ثم رفعتها إلى حبتين يوميا لمدة ستة شهور، وبعد أن لاحظت التحسن في حالتي بدأت أخفف إلى حبة يوميا، ثم إلى حبة كل يومين.

ولكن أتى ما لم يكن في الحسبان؛ حيث بدأت أعراض الرهاب ترجع لجسدي، ويصيبني خوف عظيم لا يعلم به إلا الله عز وجل، حيث إني بعد أن عدت إلى صلاة الجمعة - والحمد لله - وبكل سعادة؛ أصبحت أخاف أن أصلي مع الجماعة، خاصة يوم الجمعة، وهذا يقهرني جدا، ولو صليت لا أصلي إلا في الصفوف الخلفية؛ لأن أعراض الخوف تسيطر علي إن صليت في غير الصفوف الخلفية من رجفة، وضيق تنفس، وخوف شديد، والله! أصبحت أعيش في قلق بعد أن أتتني هذه الأعراض، خاصة التسارع في دقات قلبي، ولا أعلم هل أستمر بأخذ حبة كل يومين أم أزيد الجرعة؟ وإلى متى سأبقى أتناول الدواء؟

فأنا أتمنى الزواج، وأنتم تعلمون فتن النساء، وأنا لا أستطيع الزواج؛ لأننا في مجتمع شرقي، وأخاف من نظرة زوجتي إلي، وماذا ستقول عني، وغير هذا أخاف من حفلة الزواج أن يصيبني الرهاب وأعراضه، أنا إنسان أحب العلاقات الاجتماعية، ولكن هذا قيدني كثيرا في مشاركة الناس.

أخيرا: أرجو منكم - إن تكرمتم - نصحي بخصوص: لماذا بعد انقضاء يومين على تناولي حبة سيروكسات ترجع إلى أعراض الخوف؟ وإلى متى سأستمر بأخذ الحبة؟

شكرا جزيلا لكم، ولموقعكم الرائع، وأنتم تساعدون أناسا كثيرين في الخروج من معاناتهم، خاصة أنه يوجد أناس كثر في مجتمعنا الشرقي يخجلون من البوح بمثل هذه الأمراض، وأنتم تعلمون نظرة المجتمع الشرقي!

وجزاكم الله ألف ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فنشكرك - أخي الكريم - على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا نعمة الصحة والعافية، وأن يجعلنا من الشاكرين على العافية.

فكما تعرف أن القلق الاجتماعي في بعض الناس قد يكون مزمنا بعض الشيء، وأرجو ألا تنزعج لكلمة (مزمن)، والتي يقصد بها أن بعض الناس لديهم أصلا استعداد للقلق والخوف، وهذا قد يجعل هذه النوبات تنتابهم من وقت لآخر، خاصة إذا لم تكن استمراريتهم على الدواء دقيقة أو لم تطبق التمارين التي تعدل السلوك بصورة منتظمة أيضا.

أخي الفاضل الكريم! أنا أطمئنك تماما أن هذه الأدوية أدوية سليمة جدا، خاصة الزيروكسات، وكذلك اللسترال والذي -بالمناسبة- هو دواء ممتاز جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي أيضا.

فيا أخي! الذي أراه هو أن تتناول الدواء بانتظام، وحقيقة: الزيروكسات ليس من الأدوية التي ينصح باستعمالها بصورة متقطعة، لابد أن تكون الجرعة مستمرة، ويعرف أن عدم الانتظام في الدواء نفسه يؤدي إلى بعض المشاكل، ومنها ظهور القلق، وكذلك الشعور بالدوخة.

الذي أرجوه منك هو أن ترجع للزيروكسات، وتكون حبة واحدة في اليوم بانتظام لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم لمدة شهرين، بعد ذلك خفضها إلى حبة ونصف لمدة شهرين آخرين، ثم استمر على حبة واحدة لمدة عام على الأقل.

هذه يا أخي ليست مدة طويلة، ولن تتعارض أبدا مع الزواج، بل على العكس: هذا الدواء - إن شاء الله - سوف يساعدك، وسوف تحس أنك طبيعي جدا في حفلة العرس، ولن تواجهك أية مخاوف أو أية متاعب أو شيء من هذا القبيل.

والزيروكسات أشيع عنه تأثيراته الجنسية السلبية، ولكن هذا الموضوع فيه الكثير من المبالغة، نعم هو قد يؤخر القذف قليلا عند بعض الرجال، ولكنه لا يؤدي إلى العقم، ولا شيء من هذا، بل على العكس تماما ربما يحسن الإنزال المنوي لدى الذين لديهم سرعة القذف.

فيا أخي الكريم! تناول الدواء، وتناوله بانتظام، وأنا أعرف كثيرا من الناس الذين يتناولون هذا الدواء لمدة سنوات دون أي مشكلة، وعليك بالطبع بالاجتهاد في التطبيقات السلوكية، وبفضل الله تعالى أنت رجل تحب التواصل الاجتماعي، فيا أخي الكريم! وسع من شبكتك الاجتماعية، مارس الرياضة، مارس تمارين الاسترخاء، يجب أن تصر أن تذهب إلى المسجد لأداء الصلاة في وقتها في جماعة، وهذه المساجد حقيقة - كما تعرف أخي الكريم - هي المكان الذي يجب أن يطمئن فيه الإنسان، ليس هنالك ما يدعو إلى الخوف أبدا، ويجب أن تصحح المفاهيم السالبة التي تسيطر على الإنسان مع نوبات الرهاب الاجتماعي، ومن أهم هذه الأفكار السالبة هي أن الإنسان يتصور أنه سوف يسقط أمام الآخرين أو أنه مراقب من قبلهم أو شيء من هذا القبيل، هذا ليس صحيحا، وهذه المشاعر السالبة حين يتفهمها الإنسان لن يعيرها اهتماما، وسوف يتجاهلها، وهذا هو الذي أرجوه منك.

أما بخصوص وجهة نظرك التي ذكرتها حول مفاهيم المجتمعات الشرقية؛ فأتفق معك في هذه النقطة لدرجة كبيرة، ولكن في ذات الوقت أبشرك بأن مفاهيم الناس الآن قد تحسنت وتغيرت حيال الطب النفسي، وأصبح الكثير من الناس يؤمن بالفوائد التي جلبها الطب النفسي، والناس الآن تقدم على العيادات وعلى الاستشارات دون شعور بأي نوع من الوصمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على هذه الملاحظة، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات