أشعر بالندم الشديد لأنني أرسلت صورتي لشاب، فما العمل؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بالعشرين من عمري، أحببت شخصا عندما كان عمري 19 عاما، تعرفت عليه على الإنترنت، وبدأنا نتعلق ببعضنا البعض وأحببته كثيرا، وهو أيضا.

فترة كلامنا دامت خمسة أشهر، بصراحة الكلام بيننا كان عاديا إلى أن أحببته حبا كبيرا، وبكيت من أجله.

بعد مدة الخمسة الأشهر انفصل الإنترنت لدينا، ولم نتحدث مع بعضنا، مع العلم أننا لم نسمع يوما أصوات بعضنا البعض، فقط كتابة، هذه هي الحقيقة، أنا لم أسمع صوته يوما، وهو كان إنسانا محترما ومؤدبا.

ثم بعد هذا الانقطاع الطويل طلب مني رقم هاتفي، لكني رفضت، وهو تفهم ذلك، وطلب مني عندما كنا نتواصل فقط بالرسائل، ولم أكن أتكلم معه، أن أبعث بصوري له، وفعلا أنا أرسلت له صورتي على الإيميل، لكن كنت لابسة حجابا ولا يرى غير وجهي.

أنا أخطأت ببعث صورتي له، أليس كذلك؟ ماذا أعمل؟ أحس أحيانا بالندم!

في الوقت الحالي أنا ما أتكلم معه، فهل من مساعدة لي؟ ماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك أيتها الأخت الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونحن نرى أن من فضل الله عليك أنه يسر الأسباب التي تؤدي إلى انقطاع التواصل بينك وبين هذا الشاب، وقد أحسنت بارك الله فيك حين امتنعت من إعطائه رقم هاتفك، وينبغي أن تعلمي أولا أيتها الفاضلة الكريمة أن تواصلك مع هذا الشاب، سواء كان بالكتابة أو غيرها هو من أعظم أسباب الفتنة والفساد، والتي جاءت شريعة الله تعالى بقطع دابرها، وإغلاق أبوابها، وقد حرم الله تعالى على المرأة أن تتكلم مع الرجل بكلام فيه لين وخضوع، فضلا عن أن تتكلم معه في الحب والعشق، وأكبر من ذلك أن ترسل له بصورها، فمما لا شك فيه أيتها الأخت أنك قد وقعت فيما حرم الله عز وجل عليك، وكنت فريسة وقعت في حبائل الشيطان، لكن نجاك الله تعالى بفضله.

كوني على يقين أيتها الكريمة بأن الرجل الصالح المؤدب لن يرضى للمسلمة بأن تقع في هذا، وترسل صورها لأجنبي عنها، وكيف تتصورين حال هذا الشاب لو كانت أخته أو قريبته فعلت هذا، هل سيرضى بذلك؟ الجواب قطعا لا.

أنت أيتها الأخت أوشكت أن تقعي في فخ عظيم بسبب بساطة تفكيرك، وعدم إدراكك لطبيعة الذئاب البشرية الذين يتصيدون الفتيات، فيقضي الواحد منهم حاجته بعد أن يأخذ منها كل أسباب الضغط عليها من صور وغير ذلك، ثم يرمي بها بعد ذلك في بحار المعاناة والآلام، ويهددها بين اللحظة والأخرى بفضحها وإشهار أمرها.

نحن ننصحك أيتها البنت العزيزة بأن تحمدي الله تعالى، وأن توقفي هذا المشوار المدمر لحياة مستقبلك، بل ومدمر لدينك وعفتك، فاستيقظي من غفلتك وانتبهي، وسارعي بالتوبة إلى الله تعالى، وأشغلي نفسك عن التفكر في هذا الشاب الوهم الذي لا تعرفينه، ولا تدرين من هو، وكيف هو؟! وما هي أخلاقه، وكم عمره، إلى غير ذلك من الأسئلة.

العجب والله كل العجب كيف تعلقين قلبك في مثل هذا، نحن نوصيك أيتها الأخت بتقوى الله تعالى، والاشتغال بأداء فرائضه عليك، والتعرف على النساء الصالحات، ومجالستهن، وهن خير من يعينك في البحث عن الزوج الصالح.

نسأل الله أن يتوب عليك وأن ييسر أمرك، ويرزقك زوجا صالحا تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات